بين الحكومة وعرمان وتكرار الأخطاء!
عجبت أن تتلكأ الحكومة وتتردد في رفض اللقاء التحضيري الذي وافقت عليه أول مرة كخطوة أولى يفترض أن تمهد لحوار الداخل، بينما تنخرط في حوار عبثي لم يتفق مسبقاً على أجندته مع عرمان ولا علاقة له بقضايا المنطقتين التي يفترض أنه لا شيء غيرها ينبغي أن يجمع الحكومة في حوار منفرد مع قطاع الشمال!.
أوقن أن الحكومة طوقت عنقها وحشرت نفسها في جحرٍ ضيقٍ، حين جلست مع عرمان لتناقش قضايا لا علاقة لها البتة بما يفترض أن يقتصر عليه التفاوض، ويساورني خوفٌ شديدٌ أن ذلك الخطأ الفادح ربما يجرنا إلى ذات المسار الذي أفضى إلى اتفاق “نافع عقار” الذي عُرف بعد توقيعه الكارثي بـ”نيفاشا تو” .
لا شيء أدى إلى ذلك إلا تغيير الوفد المفاوض، ففي حين ظل عرمان هو مفاوض الحركة الشعبية مما أكسبه خبرة أعانته خلال الجولة الأخيرة في محاصرة وفد الحكومة، تم تغيير الوفد الحكومي وأُزيح بروف غندور الذي أشهد من خلال المتابعة اللصيقة أنه نجح في حصار عرمان وأطبق عليه الخناق وهزمه شر هزيمة، ومع احترامي للمهندس إبراهيم محمود فإن انتقال ملف التفاوض إليه بدون سابق إحاطة بمجريات الحوار، ربما تسبب في انتفاش عرمان وخروجه من الجحر الضيق الذي ألجأه إليه غندور، بل وتمكن من كسب عدد من النقاط.
أقول هذا بين يدي البيان الذي أصدره عرمان والذي قال فيه إن الحكومة قد وافقت على الخروج من ملف المنطقتين إلى مناقشة القضايا القومية، بل وإن عرمان (برطع) كما يشاء بدون أن يجد من يرجعه إلى الأجندة الأصلية التي ما كان ينبغي أن يتجاوزها إلى الفضاء اللا محدود الذي تمطى فيه وتمدد.
يقول بيان عرمان “أكدت الحركة الشعبية أن قضية المنطقتين مرتبطة بالإصلاحات الهيكلية الشاملة في بنية الدولة السودانية”!
كلام غريب لا يقدم ولا يؤخر، فما هي بربكم علاقة مطلوبات المنطقتين بالإصلاحات الهيكلية في بنية الدولة السودانية والتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من إستراتيجية الحركة الشعبية التي ما انفكت تسعى إلى تحقيقها منذ تكوينها المشؤوم، مروراً بنيفاشا والفترة الانتقالية، ثم برنامج الجبهة الثورية وميثاق الفجر الجديد وميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانية، وغير ذلك من المبادئ والأهداف التي تنبثق جميعها من مشروع السودان الجديد المعبر عنه في اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان؟.
إنها أسماء مكررة كلها تعبر عن هدف واحد هو ما ينطوي عليه اسم الحركة الشعبية لـ(تحرير السودان!).
السودان أيها الناس في عرف قرنق وأولاده باقان وعرمان وغيرهما من أتباع مشروع السودان الجديد (مستعبد) ويجب تحريره من الثقافة العربية والهوية الإسلامية التي يتهم الجلابة – نحن جميعاً أبناء السودان الشمالي قبل الانفصال – بأنهم يصدرون عنها ويعبرون !.
قبل أن أستفيض في الشرح أنتقل إلى بقية ما هرف به عرمان في بيانه الشيطاني :
يقول البيان إن الحركة طرحت على الوفد الحكومي أربع قضايا أولاها:
الحل السياسي الشامل بديلاً للاتفاقيات الجزئية، أي أن الحركة التي يفترض أن تناقش قضايا المنطقتين وتصل إلى اتفاق بشأنهما هربت إلى الحل السياسي الشامل بالرغم من أن ذلك الحل ينبغي أن يكون جزءاً من الحوار الوطني المفترض أن تنخرط فيه جميع القوى السياسية!.
القضية الثانية التي ذكرها عرمان في بيانه وقال إنه طرحها على الوفد الحكومي بعيداً عن قضية المنطقتين هي ما يلي :
إعادة هيكلة الدولة السودانية!.
إنه ذات الهدف القديم المتجدد المتمثل في مشروع السودان الجديد المعبر عنه كما ذكرنا آنفاً بأسماء مختلفة والمعبر عنه هنا بإعادة هيكلة الدولة السودانية!.
كان ينبغي أن يردع عرمان ويمنع من طرح أي بنود لا علاقة لها بالتفويض المنوط بالحركة الشعبية، والذي يقتصر على قضايا المنطقتين ولا شيء غيرهما ولكن كما ذكرت فإن إبراهيم محمود سمح للرويبضة بأن (يبرطع) كما يحلو له مقحماً القضايا التي ظل مهووساً بها منذ أن التحق بقرنق وأصبح يسبح بحمده مقدساً له، ولمشروعه الذي اتخذه ديناً يتعبد به دون سواه!.
ذلك ما جعله ولا يزال يسخر ويستخدم تضحيات ودماء أبناء النوبة والنيل الأزرق لخدمة مشروعه كما فعل زعيمه قرنق، وذلك ما جعل القائد تلفون كوكو ينتفض انتصاراً لأهله في وجه من خدعوهم وسخروهم وتسببوا في قتلهم وتشريدهم وتدمير بلادهم في حرب طاحنة لا تزال تحصد أولئك المضطهدين من قبل هؤلاء المتاجرين بدمائهم في سبيل مشروع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
لذات الأسباب انتفض العميد محمد يونس مؤخراً في النيل الأزرق كما انتفض القائد تلفون كوكو في جبال النوبة.
نواصل
والله لا يوجد رويبضة فى السودان غيرك .. لص وعينو قوية !!!
وبتكلم كانو السودان دا حقو ولا حق ابو منبع الكراهية والعصبية دا وكانو مافي زول غيرو ولدو مات في حرب الجنوب
الراجل المريض دا
اعوذ بالله من شر ما خلق ،، و اعتقد الطيب مصطفي هدا هو شر الخلق ،،