نهاية السنة !
أسريعاً جاءت نهاية السنة ؟ أم هم التُجار دوماً على عجل كي يبيعوك عيداً ليس عيدك . فنحن نصنع أعيادنا الحقيقية في غفلة من كل الأعياد .
أليست هي من كانت تقول إننا نحتاج إلى مدينة ثالثة ليست قسنطينة ولا الجزائر ، لا تكون مدينتي ، ولا مدينتها ، مدينة خارج خارطة الخوف العربية ، نلتقي فيها دون ذعر ؟
هي ذي باريس ، وحبّ ينتمي للشتاء ، لبائع الكستناء المشويّة ، لليل ينزل على عجل، لمطر يظلّ يهطل، لواجهات مرشوشة برذاذ الثلج إليها. لو أثلجت وهي هنا، يا إله الشتاء، لو تكوّم الثلج عند باب بيت انغلق علينا كي أختبر تلك العدوانية الجميلة للثلج عندما يتساقط في الخارج ونكون معاً جوار مدفأة الأشواق .
لكنها لم تأتِ . والثلج واصل تساقطه داخلي ، وأنا انتظرها في الرواق مبعثراً بين ارتياب الإحتمالات ، مدافعاً عن هشاشة الممكن بمزيد من الانتظار .
كانت لغيابها الرهيب المحرق ، غيابها الشهي الصقيعي ، امرأة جميل معها حتى أن تخلف موعداً .
“عابر سرير”