هيثم كابو

فرمطة” المواقف


(1)
* إن كان التناقض هو إيراد معلومات جديدة تتنافى مع تلك القديمة التي ذكرتها قبل فترة وجيزة دون أن يكون هناك تغيير جوهري طرأ على سياسات الشخوص وبورصة الأحداث، فإن مقصلة التناقض تجز رقاب الذين يدلون بتصريحات عن أحداث وأسماء وفق مصالحهم في لحظة إطلاق التصريحات ثم سرعان ما يبدلون آراءهم وإفاداتهم كما يبدلون ملابسهم بعد حدوث تحسن طفيف في التعامل مع الأشخاص والكيانات أو سد الأبواب في وجوه المتناقضين مما أفقدهم الأمل في الوصول إلى منافعهم الذاتية وأطماعهم الشخصية، وتتجلى صورة التناقض عندما يقول سياسي معروف رأياً في حزب أو حركة مسلحة أو وثيقة تفاهم أو اتفاقية ثم سرعان ما يبتلع التصريحات القديمة و(يفرمط الذاكرة ويبيع القضية)..!!
* إن كان واضع علم المنطق أرسطو يرى أن المنطق هو (آلة العلم) ودراسة قوانين الفكر مجردة من كل مضمون وبحثها بالحديث عن القياس كما في التحليلات؛ فإن المنطق عندنا هو تجاوز نقد محليات ولاية الخرطوم، فمعظم الكوادر البشرية المنتسبة لتلك المحليات ضعيفة القدرات.. محدودة التفكير.. محصنة ضد التجديد بمخاصمتها للخيال.. لذا فإن لا أحد بإمكانه أن يلوم (كسيحا) لعدم مشاركته في ماراثون.. ومؤسف أن يكون معظم من يقبعون داخل مكاتب المحليات (موظفين ينتظرون رواتبهم) بينما إمكانياتهم عادية والخدمات متردية، وسقف طموحهم محدود، ولا عتب عليهم فـ(الجود بالموجود)..!!
* طالما أن الوهم هو الحالة الشاذة وغير الطبيعية التي تغير الحقائق وتمثل كل ما يتجاوز الواقع ويقفز من فوق أسوار المعطيات الآنية بحثاً عن أحلام لا موقع لها من الإعراب؛ فإن خير مثال للوهم انتظار الناس انخفاض الأسعار بعد علاج (نفسيات الدولار)..!!
* الدعم هو اكتشاف أن 50% من قيمة إنتاج السلع الغذائية (رسوم حكومية)، والغرابة تكمن في الحديث عن رفع الدعم المرفوع أصلاً، مع أن الوضع المأزوم يؤكد أن الدعم الحقيقي يتمثل في محاصرة الجبايات و(رفع الرسوم)..!!
(2)
آخر الرجال (النبلاء)..!
* يمثل النبل في زمن الرداءة، والنزاهة في عصر التلوث الأخلاقي العظيم.. إبداعه الدرامي يعرفه القاصي والداني، وروائعه الغنائية محفوظة في الوجدان ومحفورة في الأذهان.. دواوينه الشعرية تكشف للملأ عن تجلياته الإبداعية ودونكم (ميلاد، جواب مسجل للبلد، الزمن والرحلة، كلام للحلوة، وهذا المساء)..!!
* قصائد أستاذنا هاشم صديق التي ينشرها باستمرار مواكباً عبر قوافيها مستجدات الأحداث، تؤكد عظمة مواقفه وقراءاته الناضجة للمشهد السياسي والاجتماعي، و(ياتو ورقاً يتمضى وكان دوانا من الأذى) تمثل أول (حرف مناصحة) خطه مبدع أسفل عبارات التعظيم التي أمطر بها الناس اتفاقية نيفاشا لحظة التوقيع.!
* يتفيّأ متذوقو الشعر الرصين والحروف الجزلة والعبارات الساحرة والتشبيهات الساخرة ظلال قصائده الوارفة كلما أرهقهم الصهد الذي يلفح الوجوه ويلسعها بلا رحمة في زمن يباس القوافي ونفاق الشعراء.!!
* نزور أبياته بحثاً عن الصدق عندما يحاصرنا زيف أولئك الذين يعتقدون أن (أعذب الشعر أكذبه)، بينما لا يقبل هاشم صديق سوى غمس يراعه في مداد الحقائق، والغوص في أغوار هموم الناس، ونبش قيعان الواقع بلا تزييف، منفعلاً بما حوله من أحداث، ومتفاعلاً مع التطورات التي تحيط بمجتمعه لتخرج حروفه وضيئة مضيئة، تصنف ضمن قائمة الأشعار التي لا تبلى، فالرجل من المؤمنين (بأن أبلغ الشعر بيت قالوا إذا أنشدته صدقا).!!
(3)
أنفاس متقطعة
* لا يزال مقعد أوبرا وينفري على الصعيد العالمي شاغراً لا تسده إلا أوبرا.. لا يزال العالم يبحث عن مذيعة تغزل خيوط الدهشة من المحاور العادية.. غابت نشوى الرويني ولم يعد اسمها (غزير الإنتاج عريض التميز) ربما لأنها اختارت مؤخراً شاشات لا يعرف (الريموت) طريقه بسرعة إليها لذا تجد تركيز الشارع العربي منصباً مع منى الشاذلي صاحبة الحضور الطاغي والذهن المتقد وفولت الأداء العالي..!!
* تركت منى الشاذلي كثيراً من البريق داخل أستديو (العاشرة مساء) بقناة دريم عندما تحولت إلى (إم بي سي مصرية)، في الوقت الذي فقد فيه وائل الإبراشي (المحقق) أطناناً من الدهشة عقب استلامه لراية (العاشرة مساء)..!!
* لا يزال البحث جارياً عن مذيعة سودانية تعرف قيمة (التحضير المسبق) وتدرك أهمية التركيز والمتابعة والإصغاء.. لا يزال البحث جارياً عن مذيعة تشد الناس للشاشة برفق لامتلاكها مفتاح القبول وكلمة سر التميز وحسن الأداء..!
(4)
نفس أخير
* ولنردد خلف هاشم صديق:
ياتو تلفاز.. ياتو رادي.. ياتو راوي.. ياتو زينة..
لبست عريانا توب وغيّرت طعم السخينة..
وياتو مركب في بحرنا طاش صوابا وهدهدت أعصابها مينا..؟؟
وياتو حلماً في عيونا ما صبح باللت عجينة..؟؟