ولكم أفنت الورى الفتن
* يليق بنا كأمة سودانية بعد ستة عقود من الاستقلال، نخبا وجماهير وأحزابا ومؤتمرات وحركات، أن نتواضع على (آلية الحوار) كخيار استراتيجي وحيد لحل قضايا الوطن وتسوية ملفات السياسية والحكم !!
* على أن تسكت أصوات السلاح إلى الأبد وفي المقابل تعلو أصوات القاعات والحوار، فستون عاماً تكفي إلى بلوغ قيم الرشد والنضج والإحساس بالوطن الذي يهتز من تحت أرجلنا !!
* ستون عاما تكفي إلى أن ندرك خطورة اللعب السياسي على جسم الوطن، حتى لا نستيقظ ذات يوم حزين، فلا نجد وطنا نتشاكس عليه !!
* نتمنى على الأجهزة الحكومية في المركز والولايات والمحليات، بهذه المناسبة الوطنية الغالية، أن تغسل يديها من ممارسة السياسة والمؤتمرات وتترك هذه الضروب للأحزاب، وتتفرغ هذه الأجهزة التنفيذية في المقابل لقضاء حوائج الجماهير، بالسعي إلى تحسين مستوى الخدمات ومكافحة الباعوض وإصحاح البيئة !!
* على أن أعظم هدية يمكن أن تقدمها الحكومة للجماهير بمناسبة أعياد الاستقلال، أن تعمل على اختفاء صفوف الغاز نهائيا في العام الجديد، حتى تكون ثقافة الصفوف ضربا من الماضي السحيق !!
* لتكون أجمل هدية لحكومة الولاية لجماهيرها، هو تخفيف حدة اكتظاظ المواطنين في المواقف وسفوح الجسور انتظارا لسبل المواصلات، إذ يليق بالأمة السودانية بعد ستين عاماً من الحكومات الوطنية، أن تطوي ملف أزمة المواصلات المتطاول وإلى الأبد !!
* بعد ستين عاما من الاحتفالات بالاستقلال، أتصور أننا نحتاج إلى وسيلة أخرى أكثر فعالية ليعبر بها الوطن إلى محطات العزة والكرامة، كأن نتجاوز هتافية (اليوم نرفع راية استقلالنا)، إلى رفع قيم العمل وإعلاء مكتسبات الإنتاج !!
* احتفلنا بما يكفي بالتاريخ ونحتاج في المقابل أن نحتفل بالمستقبل، إذ لا قيمة للتاريخ إن لم يكن حافزا ومستلهما لصناعة الغد المشرق !!
* ستون عاما لم تكفنا لصناعة الدستور الدائم للبلاد، فلا زلنا والحال والدستور هذه، في مارسون (سنة أولى دولة)، لكن أن نصل إلى قناعة بناء دولتنا المستقلة متأخرين ستة عقود خير من ألا نصل أصلا !!
* فلعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق، نحتاج أن نعتبر من حالة إخواننا الشاميين الذين يتصيدون المارة على قارعة طرقات العاصمة الخرطوم، رد الله غربتهم وجمع شملهم، ونحمد الله سبحانه وتعالى على أننا لازلنا نستمتع بنعمة الأمن والإيمان بالوطن جامعا وعاصما لنا جميعا..
* لا يكفي أدب إراقة الأناشيد وإشهار أعلام الاستقلال، على أن نفعل ما يريح الآباء المؤسسين للاستقلال في مراقدهم الشريفة، وهو الحفاظ على (صحن الأزهري) السوداني بلا شق وبلا طق !!
* كل عام وهذا البلد أكثر منعة وقوة وإرادة وتصميما على البقاء موحدا.. والله خير حافظ.