استشارات و فتاوي

اظفر بذات الدين ..لكن ماذا أفعل؟


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

السؤال:

توجد فتاة تكبرني بثلاث سنوات، وهي ذات خلق و دين وأقسم بالله العظيم ما رأيت مثلها في تدينها وفي خلقها وفي إفناء حياتها في طلب العلم الشرعي، وأتمناها أن تكون زوجًا لي، لكن أمي لم أصارحها بالموضوع خاصة أن فارق السن مشكلة عند أمي، وثانيًا أنها من قبيلة تخاف أمي من التعيير بها (ولا أظن أن أجد أحداً يساندني في هذا الموضوع)، فما نصيحتكم لي أثابك الله، وجزاك ربي خيرًا…

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فلا شك أن تلك الفتاة بالأوصاف التي ذكرتها هي التي يطمع كل مؤمن في الاقتران بها واتخاذها زوجة تعينه على أمر دينه ودنياه، وقد قال النبي صلى الله علـيه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقال: (ولأمة خرماء ذات دين أفضل) ومهما يكن من أمر فالمطلوب منك أمور:
أولها: الاستخارة والاستشارة؛ أما الاستخارة فأنت تفوض أمرك إلى الله تعالى وهو القائل {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} وأما الاستشارة فلا ندم من استشار.
ثانيها: الإكثار من الدعاء بأن يلين الله قلب الوالدة ويسوقها إلى الخير سوقًا، وهو سبحانه على كل شيء قدير.
ثالثها: طرق الموضوع مع الوالدة عن طريق من يملك التأثير على قرارها كالوالد أو الأخت الكبرى ونحو ذلك.
وبعد هذا كله كن على ثقة أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.