طفلة تقول لامها وهي غاضبة اصلا الآباء مفروض يكونو زي برميل القروش ويختوهم جمب الباب
ياخ اولاد الزمن دا.. او في الحقيقة هذا الجيل اعتبره ضربة البداية لنهضة السودان رغم حاجات زي سيستم وغيرها… يعني الليلة الصباح ركب معاي زبون طلع من خريجي بحري الحكومية عندما كانت بحري وحكومية وتعادل بكالريوس مرتبة الشرف بالجديد..
المهم رغم اهمية عدم الونسة مع الزبون حتى لا يجعل البساط احمدي.. لكن لذكرى بحري الحكومية سحرها الذي لا يقاوم.. فقمت اتونست معاهو على الآخر… وبعد ان لعنا سنسفيل الانقاذ والتوافق على ان الدمار الذي احدثته يحتاج لخمسين عاما اخرى حتى نرجع لمحل ما انقذونا..
ثم عرجنا على الحياة والجري وراء الرزق وان الآباء ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء العام الدراسي.. قام حكى لي عن بتو الصغيرة آخر العنقود التي مؤكد عسل معقود.. وصراحة الرجل كان يحكي بمتعة واعجاب عن ما يمكن اعتباره خروج عن المألوف لنا نحن جيل البطولات.. قال انها فاجأته بطلبات والجيب فارغ وعندما علمت انه لا يملك قروش قالت له بكل وضوح “ما دام ما عندك قروش ليه بقيت اب ولك عيال” عندها فغر فاهه من الدهشة..
وهو في هذا المشهد (ادتو بالحتة الفيها الحديدة) وسمعها تقول لامها وهي غاضبة اصلا الآباء مفروض يكونو زي برميل القروش ويختوهم جمب الباب.. انتا داخل وانتا خارج تشيل قروش”….
لم انظر الى حديث العسل المعقود على انه قلة ادب انما خروج عن المألوف وتأطير التفكير الذي عادة يجعل العقول تتحجر وينتج عنه عدم الابتكار او الابداع… واتذكرت ان “نما” العسل المعقود بتاعي قالت لامها يوما ما (ولا تزعلي انتي برضو عرسي واحد تاني غيرو) كان ذلك ردا على ان قلت لامها اني عايز اعرس تاني…
طبعا عارفكم عايزين تعرفو مخرجات المشوار من الناحية المادية.. صراحة القصة جابت حقها واهو اتذكرنا اساتذة لهم الفضل علينا مثل عبد الله حامد، القذافي، احمد ادريس بتاع الاحياء، سليمان رياضيات، طيفور تأريخ.. أللهم ارحمهم جميعا احياء وامواتا… وارحمنا اذا صرنا الى ما صارو اليه.
الخرطوم/علي ميرغني