استشارات و فتاوي

مشكلة روحانية، يا شيخ أنا بدأت أشعر بأني مجنون، ما الحل؟


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
السؤال:
أنا أعاني من مشكلة روحانية حيث إني أستطيع رؤية الطالع لأشخاص أول مرة أشوفهم وأعرف عنهم أشياء لا أحد يعرفها عنهم، وفي كل مرة بتكون صح، سؤالي هل السحر يورث؟ فإن أخي يعاني من نفس المشكلة وعندما نسأل أحد بالعائلة يخبرونا بأن ننسى الموضوع، مع العلم أنا دخلت مكتبة جدي وكانت تحتوي الكثير من الكتب الروحانية، وعندما أسأل أبي عن الذي يحدث لي أنا وأخي يحكيلي بالنص: “لا تعيره اهتمام بيروح لحالو، أنا مريت في هذه المرحلة، هاي من التوتر والتعب”. أحس أن هنالك شيئاً يخفوه عني، يا شيخ أنا بدأت أشعر بأني قد أكون مجنون، مع العلم أني متفوق وأدرس في كلية الطب، أريد أن أتخلص من هذي المشكلة، لأني بدأت أنعزل خوف من أن أقرأ طالع أحدهم حيث أول ما اكتشفت الموضوع كان على سبيل المزاح.

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فللجواب على سؤالك هذا لا بد من بيان أمور خلاصتها:
أولاً: لا يعلم الغيب إلا الله، قال الله تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) وأمر نبيه ـ وهو أشرف الخلق ـ أن يقول: (لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب) وأن يقول: (لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) وكذلك الجن لا يعلمون الغيب كما قال سبحانه في قصة نبيه سليمان: (فلما خرَّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).
ثانياً: على المسلم أن يسعى لدنياه بالأسباب المباحة من الضرب في الأرض كما قال سبحانه: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) وأن يمارس من العمل ما يحصِّل به رزقاً حلالاً من احتطاب أو احتشاش أو رعي أو زرع أو اتجار أو صناعة أو غير ذلك من أنواع العقود والتصرفات، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الكسب أطيب؟ فقال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور) رواه ابن حبان والحاكم
ثالثاً: هذا الذي تعاني منه قد يكون استدراجاً من الجن، وقد يكون خطأ ارتكبه بعض سلفك من أب أو جد، حين تعامل مع الجن والشياطين ليكشفوا له عن بعض الغيبيات النسبية، وترتب على ذلك أن يتسلطوا عليك وعلى أخيك؛ محاولة منهم لإيقاعكم في المحظور.
رابعاً: عليك مدافعة تلك الخواطر بالإكثار من قراءة آية الكرسي والتهليل بقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وعليك الإقلاع عن الكلام مع الناس في الحظ والطالع.
خامساً: اشغل نفسك بالنافع المفيد من الإقبال على دراستك واستغراق الوقت في القراءات النافعة والرياضات المفيدة، والله الموفق والمستعان.