الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق: حذرت مبارك قبل17 عاما من سد النهضة.. ولم يتحرك أحد
جولات كثيرة من المفاوضات شهدتها القاعات المغلقة حول أزمة سد النهضة التي ألقت بظلالها مؤخرا علي المشهد السياسي في كل من مصر والسودان وإثيوبيا.
وربما كان هناك العديد من الانتقادات التي وجهت إلي الموقف السوداني بعد اتهامه بالانحياز إلي الجانب الإثيوبي طوال الوقت وهو ما فسره البعض بأنه
حيلة من حيل الرئيس عمر البشير للضغط علي مصر مقابل التنازل عن مثلث حلايب.
الأهرام المسائي التقت الإمام الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق بما له من خبرة كبيرة في هذا المجال حيث إنه عضو بالمجلس العربي للمياه وصاحب كتاب مياه النيل.. الوعد والوعيد الذي صدر قبل15 عاما من اليوم وتنبأ خلاله بحدوث أزمة كبيرة حول سد النهضة الإثيوبي.. وكان لنا معه الحوار التالي:
كيف تري أزمة سد النهضة الواقعة الآن وأهم التحديات التي تواجه مصر والسودان في هذا الملف؟
– في عام1997 م التقيت مع رئيس وزراء إثيوبيا وكان وقتها مليس زيناوي فقال لي أنتما في مصر والسودان غيبتمونا عن المشهد فلا نحن في الهضبة الإثيوبية ولا نحن في الهضبة الاستوائية أشركتمونا في توزيع مياه النيل التي جري الاتفاق حولها عام1959 م.
وقال لي إنه يري حتمية وجود اتفاق حول مياه النيل حتي لا يتصرف أي طرف منا تصرفا انفراديا وقد عقلت كلامه والتقيت بعدها بأسبوع مع الرئيس الأسبق حسني مبارك وذكرت له ماقاله زيناوي وطلبت منه عمل اتفاق جديد لضبط توزيع المياه بين دول الحوض فرد علي مبارك بكلمة واحدة من يمد يده للنيل سنقطعها.
وأنا عندما سمعت كلام مبارك ألفت كتابا أسميته مياه النيل.. الوعد والوعيد وطبع في مؤسسة الأهرام رغم أن الأجهزة الأمنية في مصر لم تكن تسمح وقتها لأحد بالحديث في هذا الملف.
وماذا قلت فيه؟
– قلت في هذا الكتاب ما معناه أن مياه النيل مشتركة ويجب أن نعقد اتفاقا حولها وهذا هو الوعد أو يتصرف الجميع منفردين وبذلك يصبح الوعيد ولكن للأسف منذ ذلك الزمن حتي يومنا هذا مر17 عاما لم يحصل أي نوع من التحرك لسد هذه الثغرة.
فالإثيوبيون تصرفوا منفردين وهذا التصرف الانفرادي كانت له تبعات إلي أن تم توقيع اتفاقية مارس2014 وهذه الاتفاقية بها معان يجب الالتزام بها وهي أن السد يقوم ويجري الالتزام بفترة ملء البحيرة وإدارة السد بما لايضر بحصة مصر والسودان من المياه.
لكن كيف تري الموقف السوداني المتهم دائما بأنه ميال طوال الوقت للجانب الإثيوبي؟
– موقف السودان واضح لأن سد النهضة فيه مصلحة كبيرة للسودان وهناك أيضا مصلحة لإثيوبيا ولكنها ليست متساوية ولذلك فلابد من التوفيق بين المصالح للدول الثلاث.
ماهي المصالح التي تتحدث عنها؟
– فيما يتعلق بسد النهضة الأضرار علي السودان منه أقل من مصر لأن السودان عندها النيل الأزرق يندفع كل3 أشهر والسد هنا يضبط المياه ويحمينا من الفيضانات وهو يلعب دورا مع السودان مثل الذي يلعبه السد العالي مع مصر.
النقطة الأخري أن هذا السد ينتج الكهرباء بتكلفة أقل منها في مصر والسودان ومن الممكن التكامل في هذا الملف واستفادة مصر والسودان باستيراد الكهرباء من إثيوبيا.
لكن انهيار السد قد يعرض السودان لخطر كبير؟
– نعم انهيار السد خطر جدا لكن بالحديث عن مشكلة الانهيار لن يقتنع أحد لأنه عندما قامت مصر ببناء السد العالي قيل وقتها نفس الكلام.. إذا لابد من الحديث عن الإجراءات الواجبة التي تحول دون انهيار هذا السد.
وبالنسبة للقضايا الفنية لابد من انتظار رأي الشركتين الفرنسيتين اللتين تتوليان هذه المسائل وننتظر رأيهما ويتم الالتزام بما يتم إقراره في النهاية لمنع حدوث أي اضرار.
لكن ملء البحيرة وتخزين المياه بالسد الجديد قد يضر بحصة مصر والسودان التاريخية من المياه؟
– تخزين المياه ليس مشكلة بل بالعكس إذا خزنت المياه في منطقة بها رطوبة هذا سيقلل من التبخر لكن المهم الاتفاق علي كمية المياه وهناك من يخاف في مصر والسودان من أن تخزين المياه في إثيوبيا بهذا القدر يعطيها نوعا من السيطرة السياسية إذا حدث خلاف وهذا يؤكد ضرورة وجود اتفاق ملزم لإثيوبيا لعدم استخدام المياه كسلاح سياسي.
بمناسبة السلاح السياسي.. البعض يقول إن مواقف الرئيس البشير في ملف سد النهضة تتأرجح وإنه يستخدم هذا الملف للضغط علي مصر لخلافه حول موضوع حلايب أو خلافه مع النظام الحالي فهل تتفق مع هذا الطرح؟
– النظام الحالي في السودان لا يؤتمن سواء لمصر أو لاثيوبيا أو حتي للسودان نفسها فهو نظام متقلب ليس عنده التزام بأي شيء ولا أعتقد أنه يستخدم هذا الملف كورقة ضغط لأنه يخاف من ردود الأفعال.
لكن من الناحية العامة لا يضمن أحد كيف سيتصرف والدليل علي ذلك أن منسق الأعمال الخارجي لهذا النظام كان مع إيران وكان التصنيع العسكري في السودان إيرانيا وكان هناك تعاون أمني مشترك بين السودان وإيران وفجأة رأي مصلحة ما فغير اتجاهه إلي السعودية ودخل عاصفة الحزم وممكن بعد شوية يغير تاني.
أيضا هل تتفق مع من يقول بأن إثيوبيا تبحث عن زعامة سياسية بالمنطقة علي حساب مصر؟
– نحن لابد أن نعترف بأنكم في مصر وأننا في السودان أهملنا إفريقيا بعكس أيام الرئيس جمال عبدالناصر الذي كان يدعم حركات التحرر.. لنتحول بعد تلك الفترة إلي انصراف تام عن إفريقيا وهذا ما أعطي إسرائيل الفرصة للدخول من هذه الثغرة.
إذا هل تعتقد أن إسرائيل تقف خلف التوتر الحادث الآن بين مصر وإثيوبيا؟
– لا إسرائيل تستغل الثغرات ولا تصنع الأحداث وأول شيء حدث واستفز دول حوض النيل أننا عملنا اتفاقية سنة59 وغيبناهم وماحدث منهم يعتبر ردة فعل رغم أن إفريقيا وجنوب الصحراء أصبحت تجذب إليها كل العالم.
لكن إسرائيل لها مصلحة في هذا التوتر وتسعي للحصول علي مياه النيل؟
– مياه النيل لايمكن أن تخرج من حوض النيل قبل أن تكفي دول الحوض وصحيح أنه في أيام الرئيس السادات طرحت هذه الفكرة حول مايمسي بترعة السلام ولكن أقول لك لا يمكن لإسرائيل أبدا أن تستفيد من مياه النيل إلا باتفاق مع مصر لأن المياه لن تنقل بطائرة ولكنها ستمر عبر مصر.
وكيف قرأت إذا جولة المفاوضات السداسية الأخيرة التي عقدت في السودان وأعلن خلالها عن توقيع وثيقة الخرطوم؟
– ماحدث ويحدث الآن يمكن أن نسميه إدارة الأزمة واحتواء الأضرار وكان ممكن أن نتجنب هذه الأزمة من الأساس لو تم الالتزام بما اقترحته قبل17 عاما بالاتفاق علي أن النيل ملكية مشتركة وأنه لا يجب أن يحدث تصرف انفرادي ونقوم نحن في مصر والسودان بالاعتذار لدول الحوض لأننا غيبناهم في اتفاقية59 واعتبرناهم لا شيء.
لكن الرئيس البشير دعا مؤخرا إلي لجنة عليا برئاسة قادة الدول الثلاث فما مغزي هذه الدعوة؟
– مغزاها أنه يقول لنا إن الحل سياسي وليس فنيا أو قانونيا وهذا صحيح وعندما تحدثت سابقا مع الرئيس مبارك كنت أتمني منه عقد قمة لبحث مستقبل مياه النيل لكنه لم يستجب وكان عليه الاتجاه نحو إفريقيا لأنها الأكثر نفعا بالنسبة لنا.
إذا أنت تري أن الاتجاه لإفريقيا هو الحل لتصحيح المسار الحالي؟
– نعم وأعطيك مثالا بما حدث عندنا في السودان في موضوع اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب100% من الدول الإفريقية كانت تساند جنوب السودان لذا أدعو الإخوة في الخليج الذين يستثمرون أموالهم في أوروبا وأمريكا أن يتجهوا إلي إفريقيا حتي يكون لهم الدور والتواجد الأكبر بدلا من تواجد الغرب الذي يريد التحكم في مصالحنا.
وهل تتفق مع رؤية البعض بالتصعيد الدبلوماسي ضد إثيوبيا واللجوء إلي التحكيم الدولي؟
– لابد من عمل عدة خطوات يتم فيها اللجوء للحل بالتراضي والتوافق ثم اللجوء بعد ذلك إلي القوة الناعمة والامتناع عن الكلام باحتياجنا إلي المياه فقط من دول حوض النيل ولابد أن نشاركهم وتكون بيننا مصالح مشتركة.
وأعطيك مثالا بأن إثيوبيا ستواجه مجاعة والمفروض أن الأمة العربية تلعب دورا كبيرا في مواجهة هذه المجاعة حتي يحس الشعب الإثيوبي أننا إخوة.
وإن لم يحدث التوافق؟
– هناك محكمة العدل الدولية يمكن اللجوء إليها.
لكن البعض يقول إن توجيه ضربة عسكرية للسد قد تكون أمرا واردا في حالة فشل المفاوضات؟
– أنا في رأيي ما في حل عسكري.
لماذا تستبعد الحل العسكري وهناك تهديد لأمن مصر المائي؟
– العالم ليس فوضي وهناك أطراف كثيرة في هذا العالم فأنت إذا لجأت للحل العسكري أعتقد أنك ستزيد الأمور تعقيدا وهذا سيثير حلفاء إثيوبيا وماذا ستكون النتيجة ستكون مثل حرب الخليج. إذا ما الفائدة؟.
وحتي دولة مثل أمريكا هي نادمة الآن علي تدخلها العسكري في أفغانستان والعراق وتشعر بالفشل وده اللي خلاهم تابوا.
إذا أنت ترجح المفاوضات بمساريها الفني والسياسي؟
– نعم وأعتقد أنه لابد من استبعاد كلمة الحل العسكري نهائيا لأن النتيجة ستكون في النهاية صفر.
لكن البعض قد يرد عليك ويقول إن هناك3 سنوات مرت وما زالت النتيجة أيضا صفر؟
– النقطة المهمة التي يجب أن تعترف بها أن إثيوبيا حتي الآن تتحدث عن المصلحة المشتركة وتقول إنها لن تسبب ضررا لمصر أو السودان وهم يتكلمون حتي الآن بلغة مقبولة علي عكس تركيا التي تقول لسوريا والعراق حول دجلة والفرات هذه مياهي مثلما البترول بترولكم.
قد تكون اللغة منضبطة ولكنهم متقدمون في البناء علي الأرض؟
– اتفاقية مارس قالت إن الأطراف الثلاثة توافق علي بناء السد لكن بحيث لا يضر بكافة الأطراف.
لكنهم أيضا استغلوا وجود ثورة في مصر وبدأوا بالعمل منفردين؟
– حكاية السد أكبر من هذا والدليل أنني فتحت الموضوع منذ سنة97 مع الرئيس مبارك وحذرته وقلت له إن لم نتفق سيتصرفوا منفردين وهذا ما تحقق.
وكيف ترد علي أن هناك5 سدود أخري تقام في إثيوبيا وهناك تعتيم كبير عليها؟
– المشكلة ليست في السدود وتخزين المياه ولكن في الاتفاق علي حصص المياه وهذا السد معمول أصلا لتوليد الكهرباء وتوليد الكهرباء يحتاج إلي مرور المياه وليس لتخزينها.
لو كنت رئيسا للسودان في الوقت الحالي ورأيت أن هذا السد سيضر بحصة السودان المائية هل كنت ستوافق عليه؟
– ما حدث يا أخي ردة فعل فنحن قمنا بتوزيع حصص المياه بيننا في مصر والسودان دون أن نشرك دول الحوض طبقا لاتفاقية59 ولابد أن نعترف أننا أخطأنا ونحن في حزب الأمة الذي أترأسه كان لنا موقف من هذا الاتفاق وقلنا إنه سيجلب علينا الكثير من الضرر.
لكنك اتهمت مبارك بأنه وراء الأزمة الحالية رغم أن الاتفاقية كانت سنة59 وهو لم يكن موجودا وقتها؟
– لم أتهم مبارك لأنه لم يكن موجودا كما ذكرت ولكنه أخطأ عندما تحدثت معه وقال لي: من يمد يده للنيل سنقطعها وكان يجب عليه أن يرد ردا صحيحا وأن يقوم هو والرئيس السوداني بالاعتذار عن التهميش السابق لدول الحوض ويقول لهم تعالوا نتفق من جديد.
تحدثت عن مبارك لكنك لم تذكر رأيك في تعامل محمد مرسي مع ملف سد النهضة؟
– الجميع في مصر تابعوا الاجتماع الذي عقده الرئيس محمد مرسي علي الهواء وكان كارثة حيث تحدث خلاله أيمن نور ومحمد أنور السادات وقالوا نثير جيبوتي وإريتريا وأعداء إثيوبيا ضدها وهذا الموضوع كان له ردة فعل كبيرة, وأثر كثيرا علي علاقات البلدين وأعتقد أن ما أذيع لم يكن عفويا.
وكيف تري تعامل الرئيس السيسي مع الأزمة؟
– الرئيس السيسي يحاول احتواء الأضرار وهذا المتاح الآن وإذا استحال سنلجأ للقوة الناعمة لمواجهة الموقف ولكن أقول للرئيس السيسي وللآخرين تجنبوا الحديث عن الحل العسكري.
لكن من يتحدث عن الحل العسكري هم المحللون وبعض الإعلاميين وليس الرئيس السيسي؟
– نعم كل الناس عليهم أن يتجنبوا الحديث عن هذا الموضوع لأنه لايوجد إمكان لحل عسكري الآن ولو اتفقنا مثلا في مصر والسودان علي ضرب السد هنكسب عداوة وهما هيبنوا سد تاني.
لكنك قلت في تصريح سابق إن مصر والسودان خلقتا حربا باردة في حوض النيل؟
– نعم خلقتا حربا باردة وكان يمكن تجنب هذه الحرب بعدم تغييبهم وتوزيع المياه من دونهم كما حدث في اتفاقية59 التي طلب الإثيوبيون حضورها ورفضت مصر والسودان إذا نحن من بدأنا وليس هم.
لكنك أيضا اقترحت وجود لجنة ثلاثية من مصر والسودان وإثيوبيا للمشاركة في إدارة السد؟
– نعم هذا يمكن الاتفاق عليه لاحتواء جميع الأطراف.
لكن الجانب الإثيوبي رفض بدعوي أن هذا أمر سيادي؟
– نعم نواجههم بقولهم إننا سنبني السد وسنراعي مصالح الآخرين ونرد عليهم بضرورة ضبط هذا الكلام بالاتفاق علي كمية المياه المحجوزة ومدة تخزينها وأن يكون تدفق المياه خاضعا لإدارة مشتركة وإن رفضوا نتبع الآليات الدولية المنظمة لمثل هذه الحالات.
ألفت كتابا عام2000 أسميته مياه النيل.. الوعد والوعيد ماذا كان هدفك من هذا الكتاب؟
– كان هدفي هو تجنب هذا الذي يحدث اليوم واقترحت فيه اقتراحات كثيرة جدا.
لكنك ذكرت في هذا الكتاب أنه لا توجد إجراءات فنية ستحل المشكلة لماذا توقعت ذلك؟
– نعم لا الإجراءات الفنية ولا حتي القانونية ستحل المشكلة لأن المشكلة اقتصادية وسياسية ولذلك حلها يتمثل في الصعيد السياسي من خلال اتفاقية مشتركة مع كل دول حوض النيل وهناك إمكان لزيادة مياه النيل بصورة أكبر وتوفير20 مليار متر مكعب من المياه من خلال اتفاق جونجلي1 و2 و3 لكن للأسف الغيبوبة والفشل كانت سببا لما نحن فيه الآن.
هل تعتقد أن مصر كانت تتعامل مع هذا الملف بنوع من التعالي؟
– هناك اتهام دائم من دول إفريقيا وجنوب الصحراء للعرب بالاستعلاء عليهم وأنا في مقابلاتي مع السفراء الأفارقة كانوا يقولون إننا كعرب نستعلي عليهم وتلك مشكلة تحتاج لحل نفسي وسياسي لأن أسوأ ما في هذا الأمر أنه يتم استغلاله من قبل الإمبراليين والصهاينة ليخلقوا نوعا من الصراع بيننا.
لذلك علي الأمة العربية أن تفكر جيدا في تكوين علاقات إستراتيجية مع دول إفريقيا خصوصا وأن هناك قادة أفارقة مثل موسوفيني يعتبرون أن العرب في شمال إفريقيا ليسوا أفارقة.
لكن هذه نزعة عنصرية؟
– نعم ولكنها موجودة وفي السودان كثير جدا من الناس يتساءلون نحن عرب أم أفارقة وهذه فكرة منحرفة من وجهة نظري لأن إفريقيا مجرد كيان جيو سياسي.
وهل تتعامل مصر والسودان مع دول الحوض علي أنها البقرة الحلوب؟
– نعم وهناك إهمال كبير جدا لهذه الدول حيث اعتبرتهم الاتفاقيات القديمة لا وجود لهم.
وكيف يمكننا العودة إلي القارة الإفريقية من جديد؟
– لابد من عمل لقاء إستراتيجي نناقش فيه الأخطاء التي وقعنا فيها ونقوم بتعديل المسار وتطوير العلاقات حول المياه والاقتصاد والثقافة والأمن والغذاء.
إذا نحن مطالبون الآن بتعديل الاتفاقيات القديمة؟
– نعم لأن سبب كل هذه الأزمات هي اتفاقية59 التي أعطت للسودان18.5 مليار متر مكعب من المياه ومصر55.5 مليار واقتسموا الحصة بين مصر والسودان في غياب تام لبقية دول الحوض لذلك لابد من اتفاق جديد حول المياه وأن نقوم في مصر بشطب ما يمسي الري بالغمر تماما والاتجاه للرش والتنقيط وهذا وحده يوفر40% من المياه التي نستخدمها في الغمر.
وهل أنت مع إعادة إحياء قناة جونجلي بين مصر والسودان؟
– بالتأكيد هذه مهمة جدا.. لأن جونجلي1 و2 و3 ستعمل علي توفير كميات كبيرة جدا من المياه.
هل لديك رسالة أخيرة تريد أن توجهها لمصر والسودان وإثيوبيا؟
– نعم أقول لهم إن هذا النيل ملك للجميع ومصلحة مشتركة والمنتج الأكبر للمياه فيه هي إثيوبيا والمستهلك الأكبر للمياه فيه هي مصر ولذلك لابد أن نعمل معا بحيث لايضر السد بالمصالح الحياتية للشعوب لأن المياه التي تهطل في الهضبتين الإثيوبية والاستوائية لو استغلت بطريقة سليمة ستكفي كل الاحتياجات المطلوبة لشعوب المنطقة.
أجري الحوارــ أحمد مطاوع
الاهرام المصرية
شكلك كدة ما وضحت ليهو الموضوع علي بلاطة يكون شبكت الزول وينبغي. وحيث إما والاطروحة الفكرية وباقي كلامك المشلتت داك خليت عمك حسني حيران
بالامانة ردود فى محلها فقط بخصوص الضربة العسكرية التى يروج لها الاعلام المصرى السودان لا و لن يكون طرفا فيها ابد ابدا و الامر الاخر فيماذا يلام السودان ؟ هل السودان يستطيع وقف بناء السد ؟ مصر تعلم علم اليقين ان السودان لا يستطيع وقف السد فقط تريده ان يكون بجانبها و يفتح اراضيه لتكون ساحة المعركة التى يتحدثون عنها .
اللهم اكفنا شر الحرب
اذا استخدمت مصر الحل العسكري ما الذي يمنع اثيوبيا استخدامه لضرب السد العالي وهذه بتلك والبادئ اظلم
تحليل علمي وواقعي لمشاكل المياه والحلول العقلانية لما يجري حاليا بخصوص سد النهضة .