استفتاء دارفور شرك لا تقعوا فيه!!
على الرغم من أن استفتاء دارفور جاء في الاتفاقية، ولكن ما هي فائدة هذا الاستفتاء لشعب معظمه متفرق بين ولايات السودان المختلفة والبعض الآخر يحمل السلاح، والآخر في الدول العربية والأوروبية. إذاً لم هذا الاستفتاء ولمصلحة من، وهل الاستفتاء سيوقف القتال أم سيزيده، وهل إذا وافق البعض على إقليم واحد سترضي بقية القبائل الأخرى، وهل إذا وافق البعض على التقسيم لخمس أو عشر ولايات هل سيرضى الباقون. إن استفتاء دارفور ما هو إلا شرك نصب لمن لم يقرأوا التاريخ ولم يقرأوا انفصال الجنوب. دارفور لم تستقر فما زالت الحرب فيها مشتعلة وإن خبت النار، ولكن النار مازالت مشتعلة بالداخل، وقد شهدنا الأيام الماضية المعارك التي دارت بالجنينة بسبب قتل راعٍ، فما بالك إذا رفض البعض الإقليم الواحد أو وافق الآخرون على خمسة أقاليم.
إن القيادة ينبغي أن تنظر للأمر بمنظار مختلف عن منظار الأوروبيين والذين يريدون لدارفور أن تكون مثل سوريا التي هرب سكانها من ويلات الحرب وجحيمها، فأصبحوا مشردين في ديار الغرب بعد أن كانوا آمنين مستقرين.
الاستفتاء ضياع للوقت وللمال فبدلاً من ضياعه في عمل لا فائدة منه يجب توظيفه في مشاريع تعود على المواطنين بالخير والنفع بدلاً من تبديدها في مصروفات ونثريات وعربات ولجان استفتاء وأماكن لإجراء الاستفتاء وعمليات صرف على الموظفين والعاملين في مجال الاستفتاء، وهي بالتأكيد أموال طائلة لا ندري من يتحملها، هل تتحملها الحكومة التي تحاول معالجة ميزانيتها التي تأثرت بانفصال الجنوب، أم أن الأمم المتحدة أو الصناديق العربية أو الأوروبية هي التي سوف تتحمل عملية الاستفتاء.
أبناء دارفور أوعى من تمرير مثل هذه الأجندة الخارجية ولذلك لابد أن يقفوا وقفة واحدة ويمنعوا هذا الاستفتاء الذي سيكون آخر مسمار يدق في أمن وسلام واستقرار دارفور. لقد تفشت القبلية في دارفور بصورة مخيفة وكل الذي يجري فيها الآن ما هو إلا نتاج هذه القبلية التي تحاول كل قبيلة أن تبيد الأخرى من أجل السلطة، وإذا وافق البعض على خمسة أقاليم ستقوم قبيلة أخرى وتعلن رفضها للستة أو السبعة أقاليم، وإذا رفضت العدد الأخير لطالبت قبيلة أخرى بأن يكون إقليمها ضمن الأقاليم الجديدة. وهكذا سيستمر الموال إلى أن تشتعل الحرب من جديد في كل الأقاليم القديمة أو الجديدة، لذا ننبه إلى خطورة هذا الاستفتاء ونأمل أن يتم التراجع عن قيامه وإلا سنعض أصابع الندم بعد ذلك، كما عضضناها بعد انفصال الجنوب، والفترة الزمنية لتأثير انفصال الجنوب قريبة حتى لا نقول هذا من التاريخ القديم والعاقل من اتعظ بالانفصال.
السؤال هو , من وقع على هذه الاتفاقية ؟
الى متى يقودنا رهط من شذاذ الآفاق الذين لا يصلحون لإدارة أتحاد للطلبة دعك من دولة كالسودان !
حسبنا الله و نعم الوكيل .