موعظة مهدي إبراهيم وحكاية الخديوي إسماعيل
نقلت صحف الخميس الماضي عن رئيس كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان، مهدي إبراهيم قوله، إن الأزمات والضيق الاقتصادي الذي يواجه الناس، جزء من أسبابه الإعراض عن الهدي الرباني، مضيفاً “حينما نعرض عن السماء يقع الضنك والقسوة في معاش الناس”. ودعا مهدي إلى الالتزام بالهدي الديني في الاقتصاد حتى يتعافى من أزماته التي قال إنها تطاولت.. ويُحمد لمهدي إبراهيم هنا اعترافه بالأزمات والضيق والضنك والقسوة في المعاش التي يعانيها الناس، ولكن يؤخذ عليه أنه حين أخذ ينصح الناس ويعظهم؛ قد نسيَ نفسه وجماعته وكتلته، مع أن السلطة أولى بهذه الموعظة من عامة الناس، وقد استحق عليها تذكيره بالآية الكريمة (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون). هذا بافتراض أن كل شيء تمام وزاهي وباهي، فالعدل مقام والمساواة قائمة والحرية مصانة وكافة الحقوق مرعية بلا انتهاكات، كما لا توجد ذرة فساد ولا محاباة ولا احتكار ولا ولا من سياسات وممارسات كان لها الدور الأبرز في كل ما شكا منه النائب المحترم.
موعظة مهدي (البتراء) هذه ذكرتني بحكاية مصرية قديمة، والحكاية تقول لما وقعت الحرب بين مصر والحبشة في زمن الخديوي إسماعيل، وتوالت الهزائم على مصر، ضاق صدر الخديوي وأصابه الغم من تلك الأخبار السيئة، فخرج من القصر يريد الترويح عن نفسه مصطحباً معه أحد أخلص أعوانه، وبينما هما سائرين سأل الخديوي رفيقه، ماذا تصنع حينما تلم بك ملمة تريد أن تدفعها، قال يا أفندينا لقد اعتدت اذا حاق بي شيء ضاق به صدري أن ألجأ الى صحيح البخاري، يقرؤه لي علماء أطهار، راقت الفكرة للخديوي فأمر شيخ الأزهر أن يجمع له رهطاً من صلحاء العلماء يقرؤن البخاري، وقد كان، ولكن رغم ذلك لم تتوقف الهزائم وإنما توالت وظلت أخبارها تترى، فاستشاط الخديوي غضباً وذهب الى حيث يعكف العلماء على قراءة البخاري وصاح فيهم بعنف وغلظة، إما أن هذا الذي بين يديكم ليس صحيح البخاري، أو إنكم ما معناه علماء (مواسير) لم يدفع الله بكم ولا بتلاوتكم شيئاً، فوجم العلماء وحاروا جواباً إلا شيخاً منهم كان في آخر الصف رد عليه بشجاعة قائلاً منك يا إسماعيل، وما ذنب البخاري، فإنا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يُستجاب لكم). ولا نجد ما نختم به تعليقنا على موعظة مهدي إبراهيم إلا بمثل ما قاله الشيخ الأزهري للخديوي.
فاقد الشئ لا يعطيه ,
مهدي ابراهيم يعظ الشعب السوداني !!, اذا بعد ربع قرن من الحكم و انتوا لسه بتزيدوا من معاناة الناس كل يوم , القاعدين ليها شنو يا لصوص و تجار الدين!!!