مرة اخرى .. الحوار مع الحركات وحدها لا يجدي
*أعلم أنكم مثلنا تماماً قد مللتم الكلام عن حوار قاعة الصداقة الذي لاأشك أن الحكومة ذاتها تنتظر منه ما يفيد في حلحلة المشاكل القائمة‘ لذلك فإنها تواصل مساعيها مع الحركات المسلحة خارج القاعة للوصول إلى تسوية توقف النزاعات المسلحة التي لم تتوقف بل إنتقلت إلى مناطق كانت امنة في دارفور.
*أحسن اسماعيل جبريل تيسو بكتابته عاموده”الرسالة” بعنوان ” الجنينة الحزينة” في “السوداني”عدد الجمعة أمس الاول وهو يضع النقاط فوق حروف أحداث الجنينة المؤسفة ويقول إنها أزمة حقيقية لابد من مجابهتها ومعالجتها‘ وأن تشكيل لجان التقصي وتحديد المسؤولين ودفع الديات لن يجدي وحده.
*لذلك ظللنا نقول أن مخرجات حوار قاعة الصداقة لن يقود السودان إلى السلام الشامل ولا التحول الديمقراطي ولا حتى الإصلاح المنشود‘ ونجدد القول بأن الحوار مع الحركات المسلحة داخل قاعة الصداقة وفي الخارج وحده لن يحقق السلام في السودان.
*نقول هذا بعد إطلاعنا على تصريحات وزير الخارجية البروفسير ابراهيم غندور عن مطالبة الحركة الشعبية – قطاع الشمال – خلال جولة سابقة بالإبقاء على الجيش الشعبي التابع لها لمدة٢٢ عاماً!!.
*للأسف هناك تجربة عملية طبقت عقب إتفاق نيفاشا قضت باستمرار وجود الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية‘ ونبهنا كما نبه غيرنا إلى هذا الخلل وغرابته وخطورته الامنيه وإلى ما فيه إعتراف ضمني بقيام دولة داخل الدولة وقد كان .. إلى ان قامت دولة جنوب السودان.
*ليس من هدفنا هنا مناقشة هذه التصريحات خاصة وانها جاءت من طرف الحكومة‘ لكننا نقول بوضوح انه ليس من مصلحة السودان قبول مثل هذا الشرط – إذا قدم بالفعل امام طاولة المفاوضات – وهذا يعزز موقفنا من عدم جدوى الحوار مع الحركالت المسلحة وحدها.
* نقول هذا بعد ان تسربت أخبار صحفية عن إسئناف المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة في يومي ٢٢ و٢٣ يناير الجاري في العاصمة الالمانية برلين وسط أنباء اخرى بتجدد الدعوة للمؤتمر التحضيري باديس اببا في ذات الموعد.
*وسط هذه التصريحات الكثيرة يصاب المتابع للأحداث في السودان بالدوار‘ ذلك يلقي على الحكومة وهي تواجه تحديات الداخل المتفاقمة العبء الاكبر كي تحزم أمرها وتسعى لإنجاح المؤتمر التحضيري الذي يجب ان تحضره مع الاحزاب والحركات الفاعلة.
*مع تقديرنا لجهود الالية الافريقية والوساطة القطرية ولكل المساعي الرامية لتحقيق الإستقرار والسلام في السودان تبقى المسؤولية الأكبر ملقاه على عاتق أهل السودان أنفسهم لأنهم وحدهم يطأوون جمر الواقع المازوم.
*لابد من إستعجال عقد المؤتمر التحضيري بحضور كل القوى السودانية الفاعلة مستصحبين معهم كل المخرجات السابقةإضافة لمخرجات قاعة الصداقة‘ والعمل بجدية وصدق لبلورتها في صيغة إتفاق قومي يحقق السلام الشامل والتحول الديمقراطي والإنتقال من دولة الحزب إلى دولة السودان الرحيب.