قصة ولايتين ..!!
:: قبل أربعة أشهر، بعد أن تفقدت بعض المشافي المتهالكة والمراكز المهجورة بمحليات دنقلا والدبة والقولد، تبرعت وزارة الصحة الإتحادية ببعض الأجهزة و المعدات لتلك المشافي والمراكز، ثم أرسلتها لحكومة الولاية الشمالية في ذات أسبوع التبرع، ليتم تخزينها في مخازن معتمد دنقلا إلى يومنا هذا..منذ أربعة أشهر، ينتظرون مصطفى عثمان إسماعيل ليرعى مهرجان توزيع تلك الأجهزة والمعدات..!!
:: ولكن بشمال كردفان، وبلا مهرجان يرعاه أحمد إبراهيم الطاهر، هذا بعض كتاب حكومة أحمد هارون و نأمل أن يطلع عليه من ينتظرون مصطفى منذ – نصف عام إلا قليلاً – ليهللوا ويرقصوا في مهرجان توزيع أجهزة ومعدات ليس لهم في قيمتها غير جهد (التنطع المرتقب)..طريق الصادرات – الخرطوم، بارا – بطول (341 كيلو متر)، يمضي العمل فيه على أمل الإكتمال باذن الله في 30 يونيو 2016.. وللولاية – وأهلها – في تمويل بعض مراحل هذا الطريق الإستراتيجي (نصيب وافر)، ولم تنتظر حكومتهم سماء المركز لتمطر الطريق بكامل التمويل .. واليوم، أي قبل إكتمال كل المراحل، تم إستخدام الطريق، و لم – لن – ينتظروا مهرجان التنطع كالمنتظرين مصطفى بالشمالية ..!!
:: وإرتفع عدد المشافي بشمال كردفان من (26 مستشفى) إلى (37 مستشفى)، بلا ضوضاء..ولأن المدينة الطبية كانت حلماُ، بتكلفة مقدارها (580.000 يورو)، يكاد أن يصبح الحلم واقعاً شرق مطار الأبيض وعلى مساحة (158.000 متر مربع)، بعد أن تم توقيع عقود المباني والأجهزة الطبية مع (الشركات المنفذة)، وقد يتم إفتتاحها قبل أن يوزع مهرجان مصطفى بالشمالية تلك الأجهزة والمعدات..أما مياه الأبيض – قبل نفير النهضة – كانت (6.220.800 متر مكعب)، وبعجز نسبته (52%)، ولكنها اليوم بلغت (10.281.600 متر مربع)، ليتقزم العجز إلى ( 32%)، ولم يتقزم الجهد ولا العطاء، بل يتواصل حفر الآبار و مد و تجديد الشبكات ..!!
:: وكل الطرق، بكل مدن شمال كردفان، لم تكن تتجاوز (24.5 كيلو)، قبل نفير النهضة، ولكنها اليوم بلغت (85 كيلو متراً )، ولاتزال الآليات (تردم وترصف)، بلا مهرجان كالذي ينتظرمصطفى بالشمالية..ومشاريع المياه – بلا مهرجان تنطع – لم تستهدف الأبيض فقط، بل كل محليات شمال كردفان، وللأرياف فيها نصيب مقداره (38 بئراً)، ومن الحفائر ما ساهمت في تخفيض نسبة العجز من (65%) إلى (51%)، ويتواصل الجهد بخفاء المخلصين من أهل الولاية وحكومتهم ( الواعية) ..ومن مدارس الأساس و الثانوي، شيد نفير نهضة شمال كردفان (128 مدرسة)، وقزم نسبة العجز الإجلاس والكتاب المدرسي إلى (9%) و (17.5%).. !!
:: وهناك الكثيرمن المشاريع في كل مناحي الحياة، وما هي إلا نواة لنهضة شمال كردفان .. نعم، هي النواة كما يصفها الوالي هارون، فالطموح كبير والإرادة أكبر .. وهناك من الحراك الإقتصادي ما أرغم شركات الطيران على إعادة رحلاتها الى مطار الأبيض بعد أن (كانت متوقفة).. وبالمناسبة، مطار دنقلا ينعق فيه (البوم)، ومطار وادي حلفا لم يعد يصلح لغير (بيت العنكبوت)، ومطار مروي محض إهدار للمال العام لعجز حكومة الشمالية عن إنتاج و تصدير ( شوال بطاطس)..هكذا الفرق بين حكومة بكردفان تراهن على عزيمتها ومجتمعها، و(تنجح).. وأخرى بالشمال تراهن على خمولها و (تفشل).. أو فلنقل إنها قصة ولايتين، بحيث توفرت لإحداها قيادة ملهمة وقادرة على إستغلال مواردها وتسخير مجتمعها، فنهضت بروح الأمل والتحدي ..ولكن للأخرى، قيادة بلا طموح وغير مبدعة وتنتظر مصطفى لتنظم مهرجاناً لتوزيع سماعات للأطباء و ( شنط للدايات)..!!
هي الولاية الشمالية إذا كانت ذات جدوي ومنفعة لهؤلاء لما أتو إليها بوالي لايهش ولاينش ويتحكم به المعتمدين لذلك سوف تظل الولاية الشمالية كما هي في جهلها ومرضه وسوف تظل حقل تجارب للولا وسوف تظل تلك لاجهزة في الانتظار الي ان ينغرض نصف المرضي الذينا هم في امس الحاجة لتلك الاجهزة هذا هو قدر الولاية حتي الوالي الذي تعشم به الموطنين خيراً لم تمهله الاقدار كثيراً حيث رحل عن هذه الدنيا الفانية وترك الولاية الشماليةغارقة في الفساد ومرض السرطان والكثير من أفات