احلام مستغانمي
غادرتِ قلبي إذن
كما يغادر سائح مدينة جاءها في زيارة سياحيّة منظّمة. كلّ شيء موقوت فيها مسبقًا، حتّى ساعة الرحيل، ومحجوز فيها مسبقًا، حتّى المعالم السياحيّة التي سيزورها، واسم المسرحيّة التي سيشاهدها، وعنوان المحالّ التي سيشتري منها هدايا للذكرى.
فهل كانت رحلتك مضجرة إلى هذا الحدّ؟
ها أنا أمام نسخة منك، مدهوش مرتبك، وكأنّني أمامك.
تفاجئني تسريحتك الجديدة. شعرك القصير الذي كان شالًا يلفّ وحشة ليلي.. ماذا تراك فعلت به؟
أتوقَّف طويلًا عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك.
ذات يوم.. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك. فما أشقاني وما أسعدني بهما!
هل تغيّرَت عيناك أيضًا.. أم نظرتي هي التي تغيّرت؟
( ذاكرة الجسد )