نور الدين مدني

بين التفاوض المتعثر والمواقف الصماء

*قبل أن أتفرغ للعمل الصحفي الذي وهبته أجمل سنوات عمري كنت أعمل باحثاً اجتماعياً في درجة وظيفية محترمة وراتب مجزٍ‘ ولم أطمع طوال خدمتي في هذه المهنة الرسالة في وظيفة ما أو عائد مادي أعلى‘ بقدر ما وجدت نفسي في رحابها ومازلت والحمد لله.

*أسأل الله عز وجل فيما تبقى من عمري في هذه الفانية أن يوفقني على مواصلة أداء رسالتي بعد أن تفرغت للكتابة وأن أوظف قلمي ما استطعت إلى ذلك سبيلا في قول النصيحة والدفع بالتي هي أحسن لصالح الوطن والمواطنين.

*لذلك أتابع باهتمام ما يجري في السودان بالرصد والمتابعة ومحاولة التعبير عن قضايا الناس وهمومهم وتطلعاتهم المشروعة في غدٍ أفضل للجميع.

* لن أترك اليأس يتسلل إلى دواخلي ويقعد قلمي مهما كانت الظروف والمواقف التي لن تثنيني عن التمسك بطاقات الأمل المتجددة بعون الله وفضله.

*رغم تحفظي المعلن على الحوارات الثنائية والجزئية التي فشلت عملياً في تحقيق السلام والاستقرار في السودان فإنني أحرص على دفع كل خطوة إيجابية قد تفضي إلى تحقيق الاتفاق القومي المنشود الذي لن نمل التبشير به.

*أقول هذا بمناسبة ما تسرب من أخبار مؤسفة من اللقاءات غير الرسمية التي جرت قبل أيام في دبرزيت الأثيوبية بين الحكومة وبعض الحركات الدارفورية المسلحة من رفض لطلبها بتأجيل استفتاء دارفور المقرر إجراؤه في إبريل المقبل.

*لاأدري ما الحكمة من جولات التفاوض المتعثرة المسماه بغير الرسمية سواء في ألمانيا أم في أثيوبيا في ظل هذه المواقف المتشددة الصماء التي لن تثمر في حلحلة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية .. إن لم تعقدها أكثر.

*مرة أخرى نقول إن الحاجة أصبحت ماسة لاتخاذ خطوة شجاعة من القيادة السياسية والتنفيذية لإحداث اختراق إيجابي في مناخ الحوار والتفاوض يبدأ بكفالة وحماية وتعزيز الحريات وفي مقدمتها حرية التعبير والنشر ولا تنتهي عند إبداء حسن النية المعلقة بحبال الأمر الواقع.

*لسنا في حاجة لتأكيد فشل الأمر الواقع في تحقيق الاستقرار السياسي والأمن الاقتصادي والسلام الاجتماعي والعيش الكريم للمواطنين الذين يتحملون وحدهم أعباء الحروب والنزاعات الفوقية التي تغذيها الخلافات والأطماع والمصالح الذاتية بلا طائل.