منصور الصويم

فيروس زيكا


قبل أيام قليلة أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ العالمية بعد التفشي الكبير لفيروس زيكا المتسبب في حالات مرضية كبيرة تتعلق بتشوهات تصيب المواليد الجدد وذلك في أكثر من 24 دولة، تقع كلها تقريبا في الأمريكتين. وخطورة هذا الفيروس أنه ينتقل عبر وسيط يتكاثر ويتكاثف في الدول الاستوائية والدول ذات البيئات الصحية المتردية، والوسيط الذي عبره ينتقل هذا الفيروس نوع معين من البعوض يطلق عليه “البعوض الزاعج”، الذي بحسب المنظمة ينتشر في عدد من دول الشرق الأوسط، من بينها السودان، ومصر، والسعودية، واليمن والصومال وباكستان.
إذن السودان بما أنه إحدى الدول التي يتوقع أن يظهر فيها الفيروس، يبقى لازما على حكومته ومؤسساته الرسمية والشعبية أن تعي الخطورة التي يمثلها هذا الفيروس في حال انتشاره في مساحات السودان الشاسعة، والتعريف الأولي لهذا المرض يشير إلى مدى خطورته وتأثيره المدمر على المواليد الجدد، ونقلا عن صحيفة “البيان” الإماراتية نقرأ هذا التعريف: “لا يصنف فيروس “زيكا” كفيروس قاتل أو شديد الخطورة. له أعراض بسيطة، كالطفح الجلدي أو الحمى الخفيفة لمدة تصل أسبوعاً، ثم يتعافى منها المريض. يجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح لهذا الفيروس، لم تسجل أي حالة وفاة بسبب هذا الفيروس في السنوات الخمسين الأخيرة. في المقابل، يشكل الفيروس خطراً على النساء الحوامل والمواليد الجدد. ورغم أنه لم يتم إلى الآن علمياً تأكيد تسبيب الفيروس للتشوهات الخلقية، إلا أن هناك أدلة وثيقة ترجح صلة الفيروس بالتشوهات، وذلك لتزامن انتشاره مع ازدياد حالات التشوه بصفة عالية وفي مكان واحد”.
من هذا التعريف المختصر يفهم أن فيروس زيكا يتسبب في تشوهات خلقية كبيرة للمواليد، تتعلق بحجم المخ وتنعكس على شكل الرأس الذي يبدو أكبر من حجمه الطبيعي للمصابين بالفيروس. والخطورة التي تجابه منظمة الصحة العالمية الآن تتعلق أولا بمحاولة إيجاد علاج ولقاح لهذا الفيروس وهو ما لم يتحقق حتى الآن، ويلي ذلك الخوف من أن يتطور الفيروس إلى مرض قاتل قبل التوصل إلى علاج ناجع له.
وسائل مكافحة البعوض في السودان لا تزال متخلفة جدا وذلك للتخلف البيئي والصحي العام الذي انزلقت فيه البلاد خلال السنوات الأخيرة، لكن على الحكومة ووزارة صحتها أن تأخذا تحذير المنظمة العالمية مأخذ الجد وتبدآ منذ الآن بتوفير الوسائل الناجحة لمكافحة البعوض والأوساخ والمياه الراكدة بكل الوسائل الممكنة.
تحركوا قبل وقوع “الفاس في الراس”.