تحسسوا رؤوسكم !!
*كثرت في أيامنا هذه عبارة (فلان راسه ما معاه)..
*وهي كناية عن تعرض الرأس إلى ضغوط تجعله (يطير) من مكانه ليغدو صاحبه (بلا رأس)..
*أي يصير رأسه بعيداً عنه ، ومعه (الوعي)..
*ففي زمان تطير فيه (أشياء) تطير من غالبية أفراد الشعب الرؤوس..
*تطير الأسعار والطوابق والحظوظ والوفود والجبايات..
*وكنت أضحك من أمثال هؤلاء عندما يفعلون أمامي أشياء لا تصدر عن تركيز ذهني..
*ثم اكتشفت البارحة أن رأسي – أنا نفسي – (ما معاي)..
*فقد التقيت بواحدة من بنات منطقتنا لأصيح فيها مرحباً(فلانة؟)..
*فإذا هي ابنة فلانة هذه التي أعنيها..
*فلانة التي رأيتها – آخر مرة – قبل عشرين عاماً..
*فهي تشبه أمها جداً ولكن حين كانت في عمر الزهور..
*ولو كان رأسي (معي) لأدركت أن عمر الأم لا يمكن أن يكون كما هو (آنذاك)..
*لا يمكن أن يكون قد كف عن الدوران مثل عقرب الساعة الخربة..
*وإن كانت هي (ذاتها) – كما كانت قبل عقدين من الزمان – لكنت أنا ذاتي (الشاب) ذاك إذن..
*وبخلاف الأسعار والعمارات والحظوظ فهنالك- أيضاً- مظاهر أخرى للطيران تجعل الرؤوس(تطير)..
*يعني مثلاً قرأت – مرةً – عنواناً عريضاً لحوار مع مذيعة تقول فيه أنها تعاني من (متاعب الشهرة)..
*ومن شدة معاناتها مع النجومية هذه اُضطرت إلى تظليل زجاج سيارتها..
*وأنها لا تجد وقتاً للرد على رسائل المعجبين..
*فقلت ربما هو حوار قديم مع محاسن سيف الدين أو يسرية محمد الحسن أو ليلى المغربي يُعاد نشره..
*أو ربما حوار منقول – من صحيفة عربية – مع خديجة بن قنة..
*ثم كدت أن أتحسس رأسي عندما قرأت الاسم..
*فهي مذيعة – قسماً بالله – لم أسمع بها من قبل..
*تماماً مثلما لم أسمع بكثير من مطربي – ومطربات – أيامنا هذه..
*ووقعت عيناي – يوماً – على زاوية (جديدة) بأخيرة إحدى الصحف..
*وقرأت – من بين ما قرأت – عبارة (وهكذا علمتني التجربة)..
*فرفعت بصري كي أرى من هو صاحب (التجربة) هذه ففوجئت بوجه (شافعة) لا أعرفها..
*فليت الزمان- إذاً- يعود بنا إلى (محطة) شباب الأم التي حسبتها ابنتها..
*أو يُعيد محطته تلك إلينا كي تعود إلينا رؤوسنا..
*وليتحسس كل منكم (رأسه !!!).
الصيحة
فرفعت بصري كي اري من هو صاحب ( التجربة ) فإذا هي (مفعوصة ) لا اعرفها و لم اسمع بها ، هذا زمن (المفاعيص ) يا أستاذ !