قوموا فوق
* بربكم من هو ذلكم العبقري الذي ابتدع فكرة غناء المطربين داخل أستديوهات التلفزيون وهم جلوس بلا أدنى مبرر؟.. نعم، بعض البرامج ربما تتطلب أن يغني الفنان وهو جالس إذا كان يعزف على آلة (العود) مثلاً أو على (أورغ)، ولكن ما لا أستطيع فهمه أن يغني مطرب وهو يخلف يمناه فوق اليسرى مستنداً بظهره على الكرسي، و(إن كان غناء المطربين وهم جلوس أمراً مؤلماً؛ فالأكثر إيلاماً أن هذه “الموضة” التي ظهرت في السنوات الأخيرة شملت حتى شباب الفنانين مما يجعلنا نتساءل:
هل هذه المشاهد تؤكد على حقيقة أنهم لا يستطيعون “الوقوف” على أرجلهم وحمل الراية الفنية بعد أن ملأ معظمهم الدنيا ضجيجاً وتهريجاً حتى “أوقفوا” نبض الساحة الفنية، أم أن “القعدة” لقناعتهم الراسخة بضرورة “عدم الوقوف” لتقديم عمل عابر “لن يقف” الناس عنده كثيراً)؟
* موضوع غناء الفنانين الشباب وهم جلوس على الكراسي (محتاج وقفة)..!
* “أقيفوا” شوية عشان الغُنا يمشي لقدام ويشد حيلو معاكم والناس تقيف وراكم..!
* خاصم المشاهد الجلوس أمام شاشة الفضائية السودانية التي ظل عمرها يكبر يوماً بعد يوم إلا أن نموها وقف منذ زمن طويل.. وللأسف الشديد لا توجد فترة برامجية يحرص الناس على مشاهدتها وتثير ردود فعل حقيقية باستثناء برنامجي (عالم الرياضة) لرضا مصطفى الشيخ، و(في الواجهة) لأستاذنا أحمد البلال الطيب – الذي سنأتي للحديث عنه في مقال منفصل – وحتى (خطوط عريضة) الذي كان يمثل مساحة حرة لاستعراض الصحف الصادرة كل صباح وإعادة قراءتها وتحليلها افتقد الآن الحيوية والجرأة والسلاسة والطعم، وباتت خطوطه (باهتة) ومنزوعة الدسم..!
* أجمل ما في برامج الفضائية السودانية الآن الإعداد الجنائزي، والتقديم المحنط، واختيار ضيوف عسيري الهضم حتى تتكامل الجهود لارتفاع ضغط المشاهدين ببرامج كاملة العقم و(مرفوعة الدعم)..!
* من المفارقات أن الناس تحدثك عن اعتزال حنان النيل التي تركت الغناء منذ سنوات طوال أكثر من إيمان لندن التي لا تزال تركض لاهثة في الشارع الفني بحثاً عن موطئ قدم، وإن كانت إيمان تستحق الشكر مؤخراً على استقرارها بتشاد باعتبار أن هذا القرار (المفصلي) أفضل ما قدمته للساحة الفنية بالبلاد..!
* هناك خمس مغنيات لو ابتعدن عن ساحة الغناء لمدة شهر سيحفظ لهن تاريخ الفن السوداني هذا الموقف النبيل.. (في حد جاب سيرة مونيكا)..!
* البلاد تفتقد أبو عركي البخيت كثيراً، وجدران شوارع الخرطوم تسأل عن ملصقات حفلاته الجماهيرية، والمسارح تردد في غيابه (واحشني يا الخليت ملامحك في حياتي.. واحشني يا الرسيت مراسيك جوة ذاتي)..!
* ننتظر عودة عركي للبلاد بفارغ الصبر و(والله أحكام يا قدر.. والله أحكام يا مسافة ويا سفر).!
* متى تنتهي مقاطعة عركي لوسائل الإعلام؟ سؤال دائماً ما أحاصره به ويمتد النقاش بيننا لساعات طوال.. أحترم وجهة نظره وأختلف معه تماماً في مقاطعته التي يدفع ثمنها محبوه.. وأعتقد أن أفكار عركي (الراهنة) في ما يتعلق بالمقاطعة الإعلامية ستمثل ألد أعدائه (مستقبلاً)..!
* إذا أردت الاستمتاع بأجمل الأغنيات وأعذب الكلمات فلا عليك سوى الاتجاه نحوها.. تطريب لا أول ولا آخر له.. همس بلا صراخ.. هدوء بلا تشنج.. تفاعل لا افتعال.. صوت عربي يعيد صياغة الوجدان من مراكش للبحرين.. حنجرة يملؤها الشجن وصوت عنوانه صدق الإحساس في الأداء والتكنيك والطلعات.. (بالطبع لا يمكن أن أقصد بحديثي هذا “روبي”، وأدرك أنكم عرفتم أن المقصودة هي ماجدة الرومي تلكم الفنانة القامة والمبدعة العلامة)..!
* أجمل ما سمعته عن ماجدة الرومي قول الإعلامي الألمعي والشاعر اللبناني المعروف زاهي وهبي: (أفخر بأني من البلد التي أنجبت السيدة ماجدة الرومي).!
* ما إن تدخل إحدى المذيعات التلفزيونيات عش الزوجية إلا ويدفع المشاهد الثمن بتحريكها الدائم ليديها حتى يحفظ الجميع شكل (رسمة الحنة) عن ظهر قلب..!
نفس أخير
* صدقت شهرزاد عندما قالت:
لم أذق طعم الموت.. لكني تذوقت طعم غيابك فاقتربت من الموت كثيراً..!