د. عبير صالح

الحمل خارج الرحم


جميعنا يعلم أن المكان الطبيعي للحمل هو داخل الرحم إلى أن يكتمل نموه، ولكن هناك بعض الحالات يحدث فيها الحمل خارج الرحم، وإليكم بعض المعلومات عنه:
– يحدث الحمل خارج الرحم عندما تنغرس البويضة الملقحة خارج تجويف الرحم، خاصة في إحدى قناتي فالوب «وهي الموضع الذي يتم فيه الإخصاب»، بالإضافة إلى الأماكن الأخرى مثل المبيض أو التجويف البطني أو الجزء الأسفل من الرحم «عنق الرحم»، والمهبل والمستقيم..
– هناك سؤال يتبادر إلى الذهن: هل كل امرأة معرضة للحمل خارج الحمل.. وما هي الأسباب؟

قد يحدث الحمل خارج الرحم لأية سيدة نشطة جنسياً وفي سن الإنجاب، إلا أن هناك بعض الأسباب التي تم رصدها في السيدات مثل:
– التهاب الحوض المزمن المتكرر وهو ينتقل بالعدوى الجنسية نتيجة للإصابات بعدوى الكلاميديا والقونوريا مما ينتج عنه جروح وتلف في قناتي فالوب، حيث تتحطم الأهداب المبطنة لقناة فالوب، والتي تعمل على دفع البويضة المخصبة إلى تجويف الرحم، وبذلك تبقى البويضة المخصبة في قناة فالوب دون النزول إلى موضعها الطبيعي في تجويف الرحم.
– التهابات بطانة الرحم وأورام الرحم.
– وجود أية عمليات جراحية في البطن مما يؤدي الى حدوث التصاقات مثل عملية الزائدة الدودية أو إذا كانت السيدة قد حدث لها حمل خارج الرحم من قبل وأجريت لها عملية جراحية.
– إذا كانت السيدة قد استعملت اللولب كمانع للحمل.
– لقد وجد أن هناك علاقة بين حبوب منع الحمل، خاصة التي تحتوي على البروجسترون، وازدياد مخاطر حدوث حمل خارج الرحم.
– بعض منشطات الحمل قد تؤدي أيضاً لحدوثه.
– إذا حدث انسداد أو تضييق في قناة فالوب نتيجة لعملية جراحية من قبل.
– أيضاً تم رصد عوامل قد تزيد من فرص الإصابة بالحمل خارج الرحم مثل التدخين والنساء ما بين عمر 40-45 عاماً.
– بعض العيوب الخلقية في الرحم والتلقيح الصناعي.
ü ما هي الأعراض التي تجعل السيدة تذهب للبحث عن العون الطبي؟
– أعراض الحمل خارج الرحم تكون مشابهة لأية أعراض حمل أخرى في بدايته من صداع وغثيان وقيء وآلام في الثدي والفتور العام،وهناك بعض الأعراض الأخرى المميزة له مثل:
– ألم حاد في أسفل البطن ويكون غالباً في أحد الجانبين من البطن.
– تغيب الدورة الشهرية أو تأخرها.. يعني أن تظن السيدة أنها حامل، لأنه من حالات الحمل المبكرة.
– حدوث نزيف مهبلي غير عادي وقد تظن السيدة أن هذا النزيف هو الدورة الشهرية، وقد لا تكون على علم بحملها وربما تم وضع لولب في رحمها.
– الشعور بالإغماء والإعياء الشديد وازدياد ضربات القلب والإسهال والغثيان.
– آلام عند التبول أو التبرز.
– آلام في الكتف وغالباً ما تكون في جانب واحد نتيجة لتأثر الحجاب الحاجز بالنزيف الداخلي.
* ما مصير الحمل خارج الرحم:
– في حالات عديدة يحدث الحمل خارج الرحم بسرعة ويتم امتصاصه قبل فوات الدورة الشهرية أو بعد أعراض بسيطة مثل آلام ونزيف، وهنا يعتقد كأن هناك إجهاضاً قد حدث، ففي هذه الحالة من النادر أن يتم تشخيصه ولا يحتاج للقيام بأي تدخل في هذه الظروف.
– أما اذا لم يمت الحمل، فإنه يحدث انسداداً في جدار قناة فالوب الرقيق ويسبب ألماً في البطن فقط، مع حدوث النزيف المهبلي وينمو الحمل هكذا ويحدث تمزقاً تدريجياً في جدار القناة مسبباً نزيفاً بطنياً كثيراً، وهذه حالة حادة وخطيرة تتطلب التدخل الجراحي السريع.
نقطة مهمة:
لكي أن تعلمي أختي الكريمة أن الحمل خارج الرحم قد يعتبر حالة طبية حرجة وخطيرة وقد تكون مميتة، لذا يجب السيطرة عليها سريعاً.. وإذا كان لديك مثل هذه الأعراض يجب التوجه فوراً إلى المستشفى حتى لا تحدث لك المضاعفات التالية مثل:
– انفجار الحمل وحدوث نزيف داخلي وحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية.
– يعتبر حدوث الحمل خارج الرحم من أهم أسباب العقم، وقد وجد أن هناك نسبة كبيرة من السيدات اللائي حدث لهن حمل خارج الرحم، قد وجدن صعوبة في الحمل مرة أخرى.
– يزيد من فرصة تكرار حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى.
– أحد أسباب الآلام الدورة الشهرية الحادة المتكررة في المستقبل.
التشخيص:
– سيتم التشخيص بعمل موجات فوق الصوتية بواسطة مجس مهبلي للتأكد من خلو الرحم من الجنين ووجود بعض السوائل في التجويف البطني في حالة انفجار الحمل خارج الرحم.
– كذلك يتم فحص مستوى هرمون الحمل في الدم.
– منظار البطن، وقد يستخدم لأغراض تشخيصية وعلاجية.
– إلى غير ذلك من الفحوصات التي تتطلب من قبل الاختصاصي على حسب ما تستدعيه حالة المريضة.
العلاج:
توجد عدة طرق على حسب الحمل سواء كانت مدته طويلة أو قصيرة وعلى حسب الحالة العامة للمريضة وأيضاً مستوى هرومون الحمل وشدة النزيف الداخلي إن وجد، وأيضاً التلف الذي حصل في قناة فالوب.. الخ
ويشتمل العلاج على:
– علاج تحفظي- علاج دوائي- علاج جراحي.
*ما هي طرق الوقاية: ليست هناك وقاية من حدوث الحمل خارج الرحم، لكن هناك بعض الاحتياطات التي تقلل من أسباب الحدوث مثل:
– تجنب الطرق المؤدية للالتهابات السالفة الذكر، وذلك بتجنب العلاقات الجنسية المشبوهة، بالإضافة لاستخدام الواقي في حالة إصابة أحد الزوجين والكشف المبكر عن الأمراض المنقولة جنسياً والعلاج بأسرع فرصة ممكنة.
– وإذا قدر الله أن إحدى السيدات أصيبت بحمل خارج الرحم، فيجب عليها في المرة القادمة أن تتابع بانتظام مع اختصاصي النساء والتوليد للتأكد من مستقبل وفرصة الحمل القادم، وحتى إذا حدث الحمل يجب أن يكون تحت المتابعة اللصيقة لدى الاختصاصي، وأيضاً إذا حدث وأن تأخرت الدورة الشهرية أو وجود آلام غير عادية في البطن.