كلثوم.. إشراقة.. سوزان
من بشريات هذا العام، أن نستقبل ثلاثة كتب أدبية جديدة، لثلاث كاتبات سودانيات من ذوات النشاط الثقافي والفكري الكبير خلال السنوات الماضية. الكتاب الأول للروائية والشاعرة المعروفة كلثوم فضل الله، وهو رواية جاءت تحت عنوان “الصدى الآخر للأماكن”، أما الكتاب الثاني فللكاتبة والشاعرة المهاجرة الدكتورة إشراقة مصطفى، سيرة شخصية للكاتبة بعنوان “أنثى الأنهار.. من سيرة الجرح والملح والعزيمة”، الكتاب الثالث للروائية سوزان كاشف وهو رواية بعنوان “إيرات”. وأهمية هذه الكتب الثلاثة تعود بلا شك إلى أن الكاتب في الحالات الثلاث امرأة، مما يضفي بعدا جديدا ومطلوبا لنوعية الإصدارات السودانية المتكاثفة مؤخرا، كما يفسح المجال لبروز الصوت النسوي، قراءته للواقع ورؤيته الناقدة للأشياء.
الروائية والشاعرة كلثوم فضل الله، يمكنني أن أقول بكل اطمئنان إنها من أهم الأصوات السردية والشعرية والنقدية الموجودة الآن في الساحتين الأدبية والثقافية في السودان، ورغم أن صدور كتاب مطبوع للكاتبة كلثوم تأخر بعض الشيء – تجربتها في الكتابة الجادة والمختلفة تمتد إلى أكثر من عقدين – رغم ذلك إلا أن تأثيرها كان واضحا جدا من خلال مشاركتها الفاعلة في الحراك الثقافي وما ظلت تقدمه من دعم ودفع لكثير من الأصوات الجديدة، وبلا شك أن هذه الرواية الصادرة حديثا ستشكل إضافة معمقة لمسيرة السرد في السودان وستخلق الكثير من الانطباعات الجيدة.
تكتب الشاعرة والروائية إشراقة مصطفى، في إصدارها الجديد سيرتها، تستدعي تفاصيل حياتها وأهم المحطات التي شكلتها ككاتبة وناشطة مهتمة بالشـأن العام، كما تحكي قصة هجرتها من السودان إلى النمسا حيث تقيم، وتروي في دفق سرد شعري حميم تلك المتاريس التي واجهتها وكيف اجتازتها، وتتناول في روي نقدي كاشف تصورات الطفولة وتحولات الشباب ورؤيتها للواقع النسوي والسوداني الماثل الآن.. كتاب جدير بالقراءة وتجربة تستحق التوقف عندها.
في روايتها “إيرات” تحكي سوزان كاشف عن خيبات حقبة التسعينيات، تروي عن ذلك الزمن الطلابي المفعم بالحلم والمشحون بالثورة، تنتقل عبر المحطات إلى أن تصل ببطلتها إلى لندن حيث تقيم هناك لاجئة.. رواية أخرى تبحر في الذات السودانية المهاجرة وتلامس إحباطات الماضي وتنشد الأمل في مستقبل آت.
هذه ثلاثة كتب جديدة، كل منها يشكل تجربة متفردة في الكتابة السودانية، وتمنحنا فرصة أن تعرف على ذواتنا هناك في تلك الضفة..