تقدير جمركي!
# منذ ألحقت هيئة الجمارك السودانية بقوات الشرطة النظامية في أوائل التسعينيات وهي تعمل في صمت، لا ضوضاء تثار حولها سوى استنكار البعض للزيادات الجمركية المتتابعة هنا وهناك التي في الغالب تعد قرارات وزارية تعني بها المالية والاقتصاد الوطني دون علاقة مباشرة لشرطة الجمارك بها سوى آلية التنفيذ.
والمتابع للمسيرة الجمركية سيلحظ أنها تمضي بخطى حثيثة وواثقة نحو التطور, وتتلمس آثار من سبقوها من دول الجوار وغير الجوار وغاية طموحها أن تحقق التميز الأمثل في سياساتها وممارساتها الجمركية. والشاهد على ذلك أن ست إدارات جمركية أصيلة قد حصلت على شهادة (الآيزو) عن أدائها وأسلوبها وإنجازها، إلى جانب تطور العمل الذي أصبح مرتبطاً باستخدام الأشعة السينية في التفتيش والمعلوم أنها أشعة تغنيك عن التفتيش اليدوي, إلى جانب الاستخدام المبكر لنظام الحكومة الإلكترونية والربط الشبكي مع المؤسسات الحيوية ذات الصلة مثل بنك السودان ووزارة المالية وديوان الضرائب والإدارة العامة لشرطة المرور والإدارة العامة لشرطة الجمارك، حتى وصل الأمر الحد الذي بات فيه بإمكان العميل تسديد مطالباته المالية عن طريق الهاتف الجوال, إلى جانب معالجة البيانات الجمركية تقنياً عبر شبكات النت طوال اليوم، وهو ما وفر الزمن وقلل الإجراءات.
# ومؤخراً أعلنت الإدارة العامة للجمارك البدء في إنفاذ وتطبيق البرنامج الأوروبي للتميز المؤسسي، بعد أن أصبح نظام (الأكودا) المستخدم حالياً من البرامج القديمة والمتخلفة نسبياً.
ولأن نشاط الجمارك يتمدد ليشمل مكافحة التهريب وارداً وصادراً ومحاربة غسيل الأموال وحماية الملكية الفكرية وتسهيل التجارة وتأمينها وحماية الحدود والسواحل البحريه, كان لزاماً عليها أن تمنحنا التنوير والتوضيح الكامل من قبل أولي الشأن لنقف على حقيقة هذا النموذج وبعض فوائده وأبعاده.
#مؤخراً، أصدر سعادة اللواء شرطة حقوقي د/سيف الدين عمر سليمان مدير الإدارة العامة لشرطة الجمارك خطاباً ضافياً بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للجمارك، وأبعاد احتفالهم به اشتمل على توضيحات للعديد من المبادرات الإيجابية والإنجازات. ويعد اليوم العالمي للجمارك فرصة للمنظمة العالمية للجمارك لاستحضار أبرز جهودها وخدماتها على المستوى الدولي ولتوحيد الإجراءات والأنظمة الجمركية، وإعادة التأهيل لمواكبة التطور في مجال العلوم بغية تحديث الإدارة الجمركية، فضلا عن تعزيز الكفاءة والفاعلية للأنظمة الجمركية عبر ضمان التكوين المستمر لدراسة السياسات الإدارية وتعزيز المبادرات في تقوية الخبرة و الكفاءة في صنع وإدارة المعرفة وتشجيع الأبحاث.
فالمنظمة العالمية للجمارك تأسست سنة 1952 ببروكسيل تحث اسم (مجلس التعاون الجمركي) قبل أن يصبح اسمها ابتداءً من سنة 1994
(المنظمة العالمية للجمارك) الذي تقرر خلاله أن يكون يوم 26 يناير من كل سنة يوما عالميا للجمارك. وتضم المنظمة في عضويتها 177 إدارة جمركية من مختلف بقاع العالم من بينها إدارة الجمارك السودانية، ولقد انخرط السودان على غرار باقي الدول الأعضاء في احتفاليات المنظمة العالمية للجمارك. ويعد مناسبة لاستعراض الجمارك لمختلف أنشطتها المهنية والاقتصادية والاجتماعية التي تمت في السنة الماضية ومحاولة تقييمها على الصعيد الوطني.
يحمل الاحتفال كل سنة شعاراً محدداً يواكب أهم المسائل الاقتصادية والجمركية على الساحة، وقد اختارت المنظمة أن يكون الشعار لهذا العام:
(الاتصال: تبادل المعلومات من أجل تعاون أفضل)
# والمعلوم أن الجمارك السودانية ظلت لأكثر من عشر سنوات تسهم في استقرار الاقتصاد الوطني بنسبة بلغت 100%في ربط الإيرادات والموازنة العامة للدولة!! وتمثل نحو 65%من محصلات الضرائب، وتعمل جاهدة لتحقيق الرضا والالتزام بتوجهات الدولة, مع سعيها التام لاستيفاء متطلبات المنظمات العالمية لمواكبة التطور اللازم الذي يرتقي بها وبأفرادها وعملهم.
الآن، سيبدأ عملياً تطبيق النموذج الأوروبي المنضبط والمثالي في العمل الجمركي, الذي قد يكون أوروبي المنشأ، ولكنه إسلامي الأصل، وهو ما يهدف حراس الاقتصاد من ورائه لتقديم أفضل الخدمات في وقت وجيز للجميع، ورغم التحفظات التي نحملها على آلية وقوانين العمل الجمركي، إلا أن المتمعن والناظر إليه بعين الحياد يجد أن حرصهم على الجباية يقابله مجهود مقدر في الحماية لا يسعنا أمامه سوى أن نتمنى لهم المزيد من التوفيق للوصول لمنهج جمركي يحقق الرضا للجميع، ويخدم عجلة التنمية ويحمي الاقتصاد والبلاد والعباد.
#تلويح:
أحر التهانئ للجمارك السودانية بعيدها العالمي.. وتهنئة خاصة لكل الضباط الذين وصلتهم شهادات تقدير من المنظمة العالمية على جهودهم وأبحاثهم، وهم يرفعون رؤوسنا عالياً.
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي