جمال علي حسن

لتسوية ملف السدود

ارتفعت وتيرة الاحتجاجات على بناء السدود الثلاثة بولايتي نهر النيل والشمالية (الشريك وكجبار ودال) والتي التزمت المملكة العربية السعودية بتمويل بنائها، وأجاز البرلمان الاتفاقية الإطارية لتشييدها.
وفي اعتقادي أن الاحتجاجات على بناء السدود هنا أو هناك ناتجة عن التشويش الكبير على هذا الملف مع غياب التواصل الجيد بين الحكومة والأهالي وتجاوز الحكومة لمرحلة تمهيدية مهمة كان عليها أن تنجزها قبل الإعلان عن تنفيذ هذه المشروعات بحيث كان من المهم أن تقوم الجهات المختصة بتنوير المواطنين بشكل جيد بجدوى هذه المشروعات وشرح فائدتها وتقديم خلفية كاملة عن الدراسات العلمية الشاملة والتصورات حول فوائد إقامة هذه السدود والآثار المترتبة على بنائها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ولا نقول سياسياً لأنه لا مكان للحسابات السياسية في هذه القضية.. وطبعاً هذه الدراسات من البديهي أن تكون الحكومة قد قامت بإجرائها بالفعل وتكون جاهزة
حساسية المواطنين في تلك المناطق تجاه كلمة (سدود) عالية جداً ويظهر ذلك من خلال تسمية اللجنة الشعبية التي تتصدى لهذا الملف في مناطق السدود باسم اللجنة الشعبية (لمناهضة السدود) في الولاية الشمالية وقد تأسست منذ 2007، من مشيخات المحس والسكوت ..
وكلمة (مناهضة) وحدها تكفي للتعبير عن التمسك بخيار الرفض والمواجهة مبدءاً وتغييب خيارات التفهم والتفاهم والحوار حول إقامة هذه السدود..
نعتقد أن مسؤولية الحكومة أن تتبنى من جانبها مشروع حوار هادئ مع الأهالي تتحلى فيه بالصبر ما أمكن ذلك حتى تنجح في إقناع المحتجين برؤيتها في إقامة هذه السدود، لأن الحرب المشتعلة الآن على السدود لن تتوقف آثارها داخل الحدود بل تكاد رسالتها تجعل الدولة الشقيقة التي تتبنى تمويل هذه السدود بهدف التعاون ومساندة التنمية في السودان، وهي تشاهد هذه التظاهرات والاحتجاجات وسوء التفاهم بين الحكومة وأهالي مناطق السدود لسان حالها يقول (جو يساعدوه في دفن أبوه دسّ المحافير).
التمويلات المخصصة لبناء سدود كجبار ودل والشريك هي تمويلات لمشروعات تنموية يجب أن نشكر السعودية عليها أولاً ثم ندير نقاشاً داخلياً فيما بيننا نخرج منه بنتيجة نتوافق عليها حول أفضل الخيارات لتوظيف مبادرات دعم وتمويل التنمية الزراعية والصناعية والاستثمار في السودان .
بلادنا تحتاج لإسناد وتمويل كبير حتى ننطلق ونحقق النهضة ولن تتحقق هذه النهضة في ظل أجواء عدم الثقة وعدم الاستقرار وعدم التراضي والتوافق الداخلي حتى على المشروعات التنموية مع دخول الأجندة السياسية في كل الملفات .
الآن بيان نداء السودان الذي صدر أول أمس رمى بشباكه للصيد السياسي في هذا الملف الساخن وكأنه يتعامل مع جماهير مناهضة السدود باعتبارها جماهير (مناهضة جاهزة) يمكن توظيف إحساس (مناهضة السدود) المتشبعة به الآن في قضايا سياسية و(مناهضات) أخرى ..
مطلوب إقامة حوار لمعالجة هذا الملف بعيداً عن أية أجندات سياسية، حوار بين الحكومة وأهالي مناطق السدود عبر ممثليهم تكون المصلحة العامة هي الهدف الذي ينطلق منه الجميع .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

تعليق واحد

  1. مافى سدود فى دار المحس ولو انطبقت السما على الواطة والزارعنا غير الله يقلعنا. كهربا؟ كهربة شنو؟ كهربة الحكومة ما شفنا منها شمعة واحدة ونحن طول عمرنا بنساعد نفسنا واهلنا وما منتظرين اى حكومة. حال الحلفاويين والمناصير فيه عبرة كفاية! ونحن اهل العلم والدين والراى والزيك ما محتاجين منو نصيحة