هنيئاً للسودان بأشباله
حزنتُ والله أن مانشيت (الصيحة) لم يحتفِ في عدد الأمس بأشبال السودان الذين رفعوا اسمه في محفل خارجي بعد أن جفَّ عطاء الكبار إلا من تشويه سمعته وتلطيخها بين الورى.
شارك أطفالنا في بطولة قناة (ج) العربية لكرة القدم والتي أقيمت في العاصمة القطرية (الدوحة) بين الأطفال العرب بحضور (15) فريقاً عربياً، وأقيمت مباراة الختام يوم الثلاثاء الماضي، حيث حوّل فيها فريق أطفال السودان هزيمته بهدفين أمام فريق جزر القمر إلى تعادل في الوقت بدل الضائع ثم إلى نصر مؤزر بالركلات الترجيحية.
أكثر ما هزني تلك الدموع المنبعثة بحرارة من المآقي الحزينة ثم الفرحة، انفعالاً بالمباراة عزّ أن نجد نظيراً له في ملاعبنا أو بين لاعبينا الكبار الذين ظلوا يمثلوننا باسم الفريق القومي أو باسم فرق المقدمة في أنديتنا السودانية، بروح مهيضة كسيرة لا تفرّق بين النصر والهزيمة.
هذه الروح المتوثبة التي رأيناها في أطفالنا في الدوحة هي التي جعلت المذيع الشهير مصطفى الأغا يمنح صغارنا الأبطال شهادة ينبغي أن تُكتب بماء الذهب، فقد قال الرجل مقسماً بالله ومكررًا قسمه في لقاء تلفزيوني عقب المباراة ما يلي:
(وﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ هؤلاء ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﺄﻟﻒ ﻻﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.. ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺻﻐﺎﺭ السودﺍﻥ قبل ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺑﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﺃﻟﻤﺎً ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺎﺳﺮوﻦ ﺑﻬﺪﻓﻴﻦ ﻟﻢ ﺃﺭَ في ﻣﻬﻨﺘﻲ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻻﻋﺒﻴﻦ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻷﻟﻢ ﻟﻠﺨﺴﺎﺭﺓ ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻥ في دﻗﻴﻘﺔ بتعديل ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﻳﻔﻮﺯﻭﻥ، ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﻧﻬﺎﺋياً ﻋﺎﻟﻤياً، ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻭلما ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ السودان).
أقول بعد هذه الشهادة الرائعة إنه ينبغي أن يُكَّرم هؤلاء الأطفال عند عودتهم إلى السودان، وليت وزارة الشباب والرياضة بقيادة وزيرها الاتحادي حيدر جلكوما ووزيرها بولاية الخرطوم اليسع صديق التاي، واتحاد كرة القدم يفعلون شيئاً لتكريم هؤلاء الأطفال الذين رفعوا اسم السودان ليس لأدائهم المتميز فحسب إنما للصورة الرائعة التي عكسوها خلال مباراة الختام والتي لا أشك أنها لم تُثر ذلك المذيع العربي لوحده إنما تركت انطباعاً مماثلاً لدى جميع من شهد فعاليات ذلك اليوم الختامي بما فيه تلك المباراة المثيرة.
لعل أكبر دليل على أن أطفالنا كانوا مختلفين في حرارة الانفعال ما أبداه الفريق المنافس الذي لم نر أي دمعة تطفر من أعين لاعبيه، وكان ذلك شيئاً متوقعاً من أي فريق في تلك السن الصغيرة التي لا يتوقع أن تبدي ذلك التفاعل في مباراة لكرة قدم سيما وأن كبارنا (يتلطشون) صباح مساء وتجدهم يخرجون من المباريات فرحين وكأنهم فائزون بكأس العالم.
ما أبداه أولئك الأطفال يعزز قناعتي بأن الشعب السوداني يملك جينات مختلفة تفرز ذلك السلوك المتميز هي التي ظللنا نتباهى بها ونفاخر وظلّت الشعوب الأخرى تكتب عنها وتشيد، ولعل ما كتبه الإخوة السعوديون بعد أحداث مشعر منى عن سلوك السودانيين في الحج وما كتبه آخرون عن أمانة السودانيين في مناسبات مختلفة يثبت ما ظللنا ندندن حوله، وذلك حتى نخضع ذلك التميُّز للدراسة بغرض الاستفادة منه في مناهجنا التعليمية والتربوية في سعينا لتعزيز الهوية الوطنية وللحفاظ على ما يميزها من سلوك إيجابي ولمحاربة ما يمكن أن يؤثر عليها سلباً من ثقافات وافدة.
بس ال 200 الف ريال ما تشفطوها منهم وتلحقوها قروش البترول يل حلابين ابقار الحاج كافوري
هس عليك الله هل تعتقد ان الطغمة الحاكمة من حزب المؤتمر الوطني بهم من هو حريص علي مصلحة السودان ورقي و عزة شعبه ؟ خليك من بتاعين الهلال و المريخ و اللعب المسيخ ،،