من أرض المحنة 1-2
ينبض قلب ولاية الجزيرة الغراء هذه الأيام بالفعاليات الرائعة لمهرجان السياحة والتسوق الأول بمدينة ود مدني، وفي كل يوم يحمل المهرجان لوناً جديداً من ألوان الإبداع التي تصب جميعها في مصلحة الحراك الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للولاية.. وقد أثبتت هذه المهرجانات فاعليتها على الأصعدة كافة بما لها من أثر طيب على المواطنين من حيث الدفع المعنوي وتحريك مناشطهم التجارية كافة.
وكان الأسبوع الماضي قد خُصص بالكامل لمعرض التراث الذي شهد افتتاحه البهيج السيد إبراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية والدكتور محمد طاهر أيلا والي الولاية، رجل المهرجانات والأفكار الخلاقة والإنجازات الملموسة على امتداد البلاد.
واشتمل المعرض المستمر حتى الآن على العديد من الفقرات والحفلات الجماهيرية التي تضج بالحماس لكبار الفنانين الذين شنفوا الآذان بدرر الغناء، وخاطبوا وجدان جماهير ود مدني الحصيفة، التي لا تجامل في ما يلي المشاريع الفنية.
والشاهد أن هذا الجمهور المميز صاحب التاريخ العريض في الاعتداد بالنفس والشجاعة والتذوق العالي، يمثل مقياساً دقيقاً لكل المبدعين. فرضاه عن تجربتك الإبداعية يعد عبوراً كاسحاً نحو عموم السودان، بينما يتطلب حنقهم عليك إعادة النظر في تجربتك الإبداعية بشكل دقيق ومراجعة حساباتك.
تم خلال أيام المعرض تدشين البث التجريبي لفضائية الجزيرة الواعدة التي ننتظر منها الكثير كونها تمثل امتداداً جديداً لتاريخ التلفزة بولاية الجزيرة التي افتتحت من قبل أول تلفزيون إقليمي في السودان منذ الستينيات!
وقد قدمت أجنحة المعرض بتنظيمها الدقيق لوحات زاهية ومتفرقة للتراث المحلي للولاية، بالإضافة لملامح بارزة من ولايات السودان كافة بنسق جميل، إلى جانب الأجنحة التوثيقية لعدد من الصروح التاريخية بالسودان، على رأسها عرض دقيق لوقائع مشروع الجزيرة منذ عهد الإنجليز، وبتفصيل ضافٍ لتاريخه الزراعي، إلى جانب عرض مفصل لرحلة بنك السودان المركزي وعملاته القيمة والنادرة.
وأسعدني جداً أن تتوالى إبداعات المهرجان، وأن يستصحب القائمون عليه شريحة أصحاب الإرادة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليقدموا مساهمتهم في التسويق على شكل أعمال فنية مبتكرة، تشير بوضوح إلى علو كعب موهبتهم.
ولا يمكنك – عزيزي القارئ – أن تدرك روعة ما شهدته عيناي من جمال وابتهاج ما لم تشهده بأم عينيك.. هذه دعوة مني لزيارة مهرجان السياحة والتسوق الذي يعرب عن التفوق الكبير الذي يرافق (أيلا) أينما اتجه.
فشكراً للقائمين على أمر المهرجان، ولا سيما معرض التراث الذي قدم لنا دعوة جميلة تسر الناظرين عم السودان العظيم.. نواصل.
تلويج:
من أرض المحنة.. من قلب الجزيرة.. برسل للمسافر.. أشواقي الكتيرة..