لا بديل عن الأحضان “الروسية”
{ “روسيا” هي الداعم الأول بعد الله، لحكومة السودان في المحافل الدولية من مجلس الأمن في نيويورك إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، ولولاها لـ(نتفت) أمريكا ما تبقى لحكومتنا من (رويشات).
{ الأغرب أن روسيا تفعل ذلك من أجلنا، دون مقابل مادي أو مصلحي، فلا قاعدة عسكرية لها في بورتسودان كما هو الحال في طرطوس السورية، ولا تبادل تجاري بمئات الملايين من الدولارات دعك من مليارات، كما هو حالنا مع الصين.
{ لم تقدم حكومات السودان خدمات جليلة تذكر لروسيا أو الاتحاد السوفيتي سابقاً، منذ استقلال بلادنا وحتى يومنا هذا، بما في ذلك الحقبة الشيوعية (الحمراء) خلال العامين الأولين من حكم (مايو) 1969.
{ تخطب روسيا العظمى ودنا وتتباطأ حكومتنا في التجاوب مع (طلب القرب منها)، لتبحث عن سراب تطبيع العلاقات مع أمريكا!!
{ والوضع إذ ذاك، نرجو ونأمل أن تكون زيارة وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” إلى “موسكو” بعد غد (الخميس) فاتحة خير وبركة للمزيد من توثيق العلاقات وتعضيد المواقف وصولاً لمرحلة (التحالف الإستراتيجي).
{ السودان في أمس الحاجة وباستمرار للسند الروسي- الصين وحدها لا تكفي ولا تتفاعل بما فيه الكفاية مع قضايانا كما يفعل الروس بحركة واسعة وسريعة- وقد أثبتت تعقيدات الحرب والأزمة السياسية والإنسانية في سوريا قوة مصدات الدبلوماسية الروسية المحمية بترسانة (حربية) قاهرة ورادعة، لا قبل لأكثرية دول الغرب بها.
{ يستند “الأسد” بكل فظاعاته ورفض العالم له، إلى (حيطة روسية) غير (مايلة)!
{ حكومة السودان في خضم هذا الواقع الدولي بالغ التعقيد ينبغي ألا تستند إلى (حيطة مايلة)، والعالم عاد مرة أخرى للانقسام إلى قطبين لا ثالث لهما، “أمريكا” ومن خلفها الاتحاد الأوروبي، و”روسيا” التي احتضنت إيران وسوريا، فعبرت بالأولى مضيق العقوبات المظلم، وحمت ثم أطالت عمر نظام “الأسد” فاقد الشرعية، وما زال حضنها يسع المزيد.
{ بإمكان روسيا أن تساعدنا على ما تعاني من أزمة اقتصادية، في رتق ما تفتق من نسيج اقتصادنا، وقد عرضت القيادة الروسية من قبل على الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” أن تزود مصر بالعديد من السلع الإستراتيجية على أن يكون الحساب (بالجنيه المصري)، لا دولار ولا يورو..!! فلم لا تقدم حكومتنا طلبات من هذا القبيل على طاولة المفاوضات مع الروس؟!
{ ما أحوجنا للأحضان الروسية الدافئة.. فعليك بها سيدي بروفيسور “غندور”.
{ بلا شك.. سيخسر السودان كثيراً إن حاول مواجهة روسيا في معركة خاسرة بكل المقاييس، على الأراضي السورية.