أرض المحنة.. 2-2
الحديث الطيب الذي يسكن الخاطر تجاه مهرجان السياحة والتسوق الأول بولاية الجزيرة لا يعني أن نتجاوز الإخفاقات في سبيل إبراز الإشراقات الجميلة.
فقد أتاح لي المهرجان سانحة ذهبية لزيارة ود مدني والوقوف عن كثب على العديد من الوقائع والتفاصيل التي حاولت قدر الإمكان في إطار المهنية أن أتوخى فيها الحيطة لاسيما وأنني وجدت في عدد مقدر من الليالي الجماهيرية المحضورة وتجولت في مدني الوادعة النظيفة الموعودة بنهضة كبرى على صعيد المعاني والمباني بما كفل لي العديد من المشاهدات والملاحظات والمعايشات ووجهات النظر في ما يلي الشأن الثقافي تحديدا. لتكون المحصلة الأخيرة هذه الرسائل المعنية بـ(سخافة) ثقافة الجزيرة كوزارة أراها شخصيا بلا وزير.. أو إن شئتم الدقة بلا وزيرة!!
فالوزيرة المفترضة (إنعام حسن عبد الحفيظ) لا تعلم عن الثقافة حتى تلك الأبجديات التي تبشر بغد أفضل ولا تريد أن تعلم..!!.. وليتها أدركت أن هذا الكرسي يوما قد شغله البروفيسور (إبراهيم القرشي عثمان) سقى الله أيامه.
وتكتفي بامتيازات الكرسي الذي تجلس عليه بلا استحقاق ليكون من الرحابة التي تخفي وجودها عن الناظرين والمعنيين!!.
وبينما يجب أن تظهر بصماتها بوضوح على مهرجان السياحة والتسوق ومعرض التراث وغيرها من الملامح ذات الصبغة الثقافية تكتفي معاليها بحضور بعض الليالي دون أن يشعر أحدهم بوجودها كونها تفتقر لهيبة الوزارة وأبجديات الأناقة وكل ما يجب أن يكون عليه وزير الثقافة تحديدا من لباقة وكياسة وفصاحة. فجل ما يعنيها أن تنتعل (شبطها) الملفت.. وتأمر سائق سيارتها الفارهة فيطلق زمورها للتنبيه بصورة مزعجة ومتلاحقة في إشارة واضحة لجموع الجماهير المحتشدة عند البوابة في ازدحامهم المبرر ليفسحوا لها الطريق بسرعة ولو كان ذلك على حساب تدافعهم وتهالكهم فوق بعضهم البعض ومعظمهم منها في حنق شديد!
ووزيرة الثقافة بولآية الجزيرة القادمة للمنصب في إطار الترضيات الحزبية تكتفي بالتشدق الدائم بتاريخها النضالي المتمثل في خروجها يوما في (المظاهرات) ولا تعلم أن الماضي السحيق الذي يتحفظ بعضنا على تسميته بالنضال لا يغني عن ضرورة تقديم خدمة ملموسة للمواطن الآن!
فماذا فعلت الوزيرة منذ توليها المنصب؟!.. علما بأن العمل المنوط بها يقوم به بشكل مستمر _ من واقع مشاهداتي _ آخرون لا يمتون لمنصبها بصلة لتتفرغ معاليها لمحاباة ذويها والجدال مع رجال المراسم حول تجليس ضيوفها الشخصيين!
وفي هذا الإطار أقترح على (د. إيلا) الذي نعلم حرصه على بتر إخفافات حكومته وسد الثغرات أن يدمج وزارة الثقافة مع وزارة الشباب والرياضة التي لاحظنا اجتهاد وزيرها الهمام في تلافي قصور زميلته وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إخفاقاتها الخطابية!
وفي أذن الوزيرة المعنية نهمس: (الغرور الذي تمارسينه تجاه قادة ورجالات الرأي العام لاسيما الصحفيين لا يعني أنك على صواب.. والانصرافية الواضحة في أسلوب عملك لن تمضي بك بعيدا.. والاستقالة أدب يحفظ الكرامة.. والولاء الحزبي يمكن تجاوزه بالصدق مع النفس.. وقبل أن (تفرحي) بلعبتك الوزارية الجديدة كان عليك أن تعيدي النظر في مخزونك الثقافي وتعطي الآخرين قدرهم بعيدا عن فطرتك النسائية الفطيرة!!
أخيرا.. من واقع السخافة التابعة لوزارة الثقافة بولآية الجزيرة وللسيد المتغول على هيئة الإذاعة والتلفزيون دون وجه حق نقول: مصافحتك للزميل الصحفي الإنسان (الجميعابى) شرف يؤسفني أن الحكمة قد جانبتك في إدراكه.. وأشار بوضوح لفشلك الإداري الكبير في منصب يتطلب الدبلوماسية وسعة الصدر.. والكل يعلم تاريخه الكتابي النزيه مقابل (هتافاتك) الشهيرة.. وأشجار الليمون لن تكون إنجازا إعلاميا مسموعا أو مرئيا ما لم نتجاوز استخدام العاملين بالهيئة لها كمضاد (للطمام)!!… وليت الرجال المناسبين يعودون لأماكنهم يوما كما يجب.
تلويح:
(د. إيلا).. بحجم محبتنا واحترامنا وامتناننا لتجربتك المختلفة والمشهودة.. ولكل ما نعلمه عن حصافتك في اختيار أعوانك الكرام.. نرجو ألا تسمح للمحاباة والتسويات أن تكون الحلقة الأضعف في صرحك الشامخ.. ودمت.