“زهرة” ميرامار “عزة” مصر
*هذه ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها رواية”مرامار” لعبقري الرواية العربية نجيب محفوظ الذي استطاع من خلال رواياته تجسيد حقبة مهمة في التأريخ الإجتماسياسي المصري.
*في أعماله التي تجاوزت الخمسين مؤلفاً تبقى ثلاثيته” بين القصرين – قصر الشوق – السكرية” من أروع ما كتب عن حقبة مهمة في حياة الشعب المصري‘ وتقف روايته”اولاد حارتنا”بكل ما أثير حولها من غبار محاولة جريئة لقراءة تطور تأريخ البشرية برمزية لاتخلو من تطاول ألب عليه البعض.
*رواية ميرامار التي استعرتها من مكتبة ميريلاند بسدني الغنية بالكتب العربية والشرق الأوسطية وسط مجموعة من الكتب والمراجع بشتى لغات العالم‘تحكي عن مرحلة الإنتقال النوعي في مصر عقب ٢٣ يوليو١٩٥٢م من مجتمع الملكية والاقطاع إلى رحاب مجتمع العدالة الإقتصادية والإجتماعية والإصلاح الزراعي والحراك المجتمعي الإيجابي.
*سرد نجيب محفوظ أحداث رواية ميرامار من خلال أبطالها عامر وجدي وحسني علام ومنصور باهي وسرحان البحيري‘ لكن ظلت “زهرة” هي الشخصية المحورية التي كانت حاضرة في كل أحداثها.
*هناك شخصيات اخرى مثل ميرامار صاحبة البنسيون وعلية”المعلمة”ومحمود أبو العباس لكنها ظلت شخصيات هامشية‘ وظل الجميع يحاول التقرب لزهرة لكنها رفضتهم كما رفضت العريس العجوز الذي بسببه تركت القرية واهلها رغم حبها للارض والقرية لكنها كانت رافضة ل”الشقاء”.
* فرضت زهرة نفسهاعلى أحداث الرواية المشحونة بالمشاهد والمواقف التي لم تسلم منها منذ أن خرجت من القرية ممنية نفسها بالحب والنظافة والتعليم والعمل الشريف.
*لن أشغلكم بالحدث الدرامي الذي استغرق مساحة مقدرة من تفاصيل السرد الروائي على لسان كل أبطال الرواية منذ أن ظهر سرحان البحيري بانتهازيته الوقحة في ميرامار وخداعه لزهرة وحتى حادثة موته في ظروف غامضة جعلت منصور باهي يعترف بقتله قبل أن يثبت تقرير الطبيب الشرعي بأنه مات منتحرا.
*لن أحكي لكم تفاصيل تعلق نزلاء ميرامار بزهرة كل بطريقته‘ بعضهم احبها حباً حقيقياً والبعض الاخر غلبت عليه الإنتهازية لكن ظلت زهرة قوية متماسكة رغم العلاقة الملتبسة الي أوقعها فيها سرحان البحيري.
*بعد أن ظهرت حقيقة موت البحيري قررت زهرة الخروج من البنسيون‘ خرجت وهي اكثر صلابة وعزماً على تحقيق أهدافها وقالت لعامر وجدي بعد أن إستردت عافيتها النفسية : سأكون أحسن مما كنت هنا.
*بعدقراءتي رواية ميرامار- هذه المرة – أحسست بأن “زهرة” ميرامار هي”عزة” السودان التي أحبها الجميع ولم تسلم من أذى البعض باسم الحب لكنها لم تنكسر ولم تيأس وظلت شامخة مرفوعة الرأس وهي تمضي بعزم ويقين إلى الامام نحو غد افضل.