لم يعد هناك وقت لكسب الوقت
*لايخفى على أحد الضباب الكثيف في الرؤية السياسية في ظل إستمرار الخلافات والنزاعات المسلحة والتمسك بنهج العناد الذي فشل في الحفاظ على وحدة السودان وما زال يهدد إستقراره وأمنه ومستقبله.
*هناك شبه إتفاق بين كل المعنيين بالشأن السوداني على ضرورة الخروج من الدوامة السياسية والإقتصادية والأمنية والإنتقال إلى مرحلة جديدة تتجاوز أخطاء الماضي والحاضر وتفتح الطريق بجدية وصدق نحو دولة المواطنة التي تسع الجميع.
*إن الحوار المفتوح في مختلف وسائط الصحافة والإعلام داخل السودان وخارجه يمكن أن يعين في الخروج من هذه الدوامة وفتح صفحة جديدة وفق أجندة قومية تحقق السلام الشامل والديمقراطية التعددية وتكفل الحريات السياسية والصحافية والإعلامية وتبسط العدالة الإقتصادية والإجتماعية والتنمية المتوازنة.
*ذلك يتطلب إختراقاً حقيقياً في الحراك السياسي العام نحو تغيير السياسيات بمشاركة حية من الشباب في كل الاحزاب والكيانات السودانية الذين من حقهم إعادة بناء السودان بما يحقق تطلعاتهم المشروعة.
*للأسف ما يجري في الساحة السياسية لايبشر بإمكانية إحداث التغيير المنشود كما قال السفير خالد موسى في مقاله ب”السوداني” الاحد الماضي‘ وأنه لابد من ربط التجديد ببرامج حقيقية للإصلاح وترتيبات جديدة لنقل السلطة للجيل الجديد.
*التغيير المنشود لن يتم عبر تغيير الأشخاص سواء في تركيبة الحكومة أم في الأحزاب والكيانات المعارضة وإنما لابد من وضع رؤى جديدة وبرامج وخطط لمعالجة الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية.
* لم يعد هناك وقت لكسب الوقت أو إعادة إنتاج الأزمة عبر مسميات اخرى مثل “النظام الخالف” أو “الجبهةالعريضة” وإنما لابد من فتح النوافذ السياسية كي يدخل هواء الديمقراطية الصحي إلى رئة الحياة السياسية في السودان.
*لابد من تجاوز أخطاء الماضي والحاضر ومعالجة امراض الحكم الإتحادي المزمنة وعدم الركون لحلول توفيقية شكلانية مثل إستحداث وظيفة رئيس مجلس وزراء‘ لأن المعضلة ليست في الوظائف الصورية‘ التي صارت عبئاً على كاهل المواطنين بلا جدوى وإنما لابد من حلول جذرية لمشاكل الحكم والإدارة.
*هذا لايعني ترك المعالجات الانية العاجلة للأزمات التي لاتتحمل إنتظار “جودو” الإتفاق القومي خاصة تلك الأزمات المتعلقة بحياة الناس اليومية وحاجاتهم الضرورية والخدمات الأساسية.