أطفال أبطال بدون سكرى
في غمرة مشاغل الحياة قد لا ننتبه للكثير من المشكلات التي تحيط بنا.. وليس أقسى وقعا على القلوب من مرض مزمن يصيب الأطفال ونقف حياله عاجزين.
المؤشرات تدل على تفاقم نسبة انتشار مرض السكر بين الأعمار الصغيرة جدا.. وهذا كان يتطلب أن تتم مبادرات إيجابية على كافة الأصعدة الرسمية والمدنية.. الجمعية السودانية لسكري الأطفال واحدة من تلك المبادرات، وهي جمعية خيرية مسجلة في منظمة الطوع الإنساني منذ العام 2003 وتضم في عضويتها كل فئات المجتمع المدني بما فيها الأطباء وكل العاملين في الحقل الصحي. وتُعنى بكل الأمور التي ترتبط بالعناية بأطفال مرض السكر وأُسرِهم والاجتهاد في المعالجة بما في ذلك التثقيف الصحي والتدريب والأبحاث وتوفير الإمكانات اللازمة للعناية بالأطفال المصابين بالمرض بالتعاون مع الهيئات ذات الصلة بالأمر.
تمكنت الجمعية – بفضل الله عز وجل – خلال الفترة الماضية من تأسيس أكثر من 25 عيادة لسكري الأطفال في كل ولايات السودان وتدريب كوادر مؤهلة من اختصاصيي الأطفال ومرشدات السكري والتغذية لتسيير العمل بهذه العيادات وعمل مختبر متقدم لإجراء الفحوصات المرتبطة بحالات السكري خاصة والغدد الصم بصورة عامة وبأسعار رمزية أو دون مقابل مادي لكثير من الفقراء من المرضى.
أصدرت الجمعية كتبا وأفلاما وملصقات تثقيفية عن مرض السكري في الأطفال يتم توزيعها على كوادر القطاع الصحي وعلى المرضى بصورة مستمرة وعلى المستشفيات والمؤسسات الصحية العامة والخاصة المختلفة في البلاد. كما قامت بإعداد العديد من الكورسات وورش العمل للأطباء بمختلف درجاتهم بالإضافة للكوادر الصحية المساعدة بالإضافة إلى التعاون مع الشركات الطبية والصيدلانية في مجال تدريب الأطباء والكوادر المساعدة على الطرق الحديثة في معالجة مرض السكر.
شجعت الجمعية وأجرت العديد من البحوث في مجال مرض السكر في الأطفال يفوق عددها ثلاثين بحثا حتى الآن وهناك أكثر من عشرة أبحاث جارية بالتعاون مع منظمات عالمية مختلفة بما في ذلك أبحاث عن وسائل تخزين الإنسولين.
من أعظم إنجازات الجمعية تدريب أكثر من 12 اختصاصيا في تخصص الغدد الصم وسكري الأطفال خارج السودان بالتعاون مع الجمعية الأوروبية للغدد الصم وسكري الأطفال دون أي أعباء مالية على الدولة.
ونجحت كذلك فى إنشاء صرح مركز السودان لسكري الأطفال وهو مبنى ضخم من أربعة طوابق يقف شامخا وسط الخرطوم ينتظر الافتتاح قريبا في مقبل الأيام ويستحق التشجيع والاهتمام. بالإضافة للاجتهاد في التأهيل والتعليم في مجال سكري الأطفال في أفريقيا. وتم عرض تجربة السودان كأنموذج يُحتذى في أفريقيا حتى أهَلّها ذلك لنيل جائزة الجمعية العالمية للسكري وكرمت في شخص رائدها البروفيسور (محمد أحمد عبد الله) في اسطنبول بتركيا في العام 2012.
إلى جانب هذه الجمعيه الرائدة تقف نظيرتها الجمعية السودانية للغدد الصُم وسكري الأطفال. وهي جمعية غير ربحية أُنشئت في العام 2013 تهدف إلى العمل من خلال عضويتها بالتعاون مع الجهات المسؤولة على معالجة أمراض الغدد الصم وسكري الأطفال وذلك بترقية خدمات ومرافق الرعاية والعلاج وتشجيع البحوث العلمية والدراسات وعقد المؤتمرات والندوات فى المسائل التي تهم صحة الأطفال عموما ومشاكل الأطفال المصابين بأمراض الغدد الصم – كمرض السكر ومشاكل الهرمونات والنمو- على وجه الخصوص، كما تهدف أيضا إلى المشاركة في وضع البرامج والسياسات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإرشاديه ذات الصلة بصحة الطفل فى السودان بالإضافة إلى المساهمة الفعالة فى كل مناشط الجمعية الطبية السودانية.
من الآمال والطموحات التي تسعى الجمعية كذلك إلى تحقيقها خلق قنوات اتصال مع المنظمات الدولية والطوعية التي تعمل في مجال أمراض الغدد الصم وسكري الأطفال وذلك على المستوى المحلي والعالمي بهدف التعاون المثمر لخدمة الأطفال المصابين بهذه الأمراض فى السودان والمساهمة مع المجلس الطبي السوداني والمجالس الأخرى المتخصصة وكليات الطب والسلطات الصحية الاتحادية والولائية في مجال طب الغدد الصم وسكري الأطفال.
ومنذ إنشائها قدمت عددا من المحاضرات والسمنارات التي دعت إليها استشاريي الأطفال بمختلف مستشفيات العاصمة ونواب الأطفال كما قامت بتقديم عدد من ورش العمل التدريبية في مجال السكري بمستشفيات إبراهيم مالك وأحمد قاسم للأطفال بالإضافة إلى تلقي الاستشارات العلمية في مجال الغدد الصم وسكري الأطفال من مختلف مستشفيات العاصمة وولايات السودان المختلفة والمؤسسات العلاجية الخاصة, كما قامت أيضا بالاستجابة لدعوات القطاعات الصحية الأخرى فشاركت في التعليم والتطوير المهني في المنتديات العلمية لجمعية الصيدلة السودانية وجمعية جراحة الأطفال السودانية وكليات الطب المختلفة بالبلاد.
ومن أعمق اهتماماتها تشجيع ومساعدة الأعضاء على إعداد ونشر البحوث العلمية, وترنو إلى تحقيق حلمها بإصدار المجلة العلمية التي تحمل اسم الجمعية للإسهام في دفع عجلة التثقيف والتعليم الطبي بالبلاد إلى الأمام.
شاركت الجمعية في الكورسات والمؤتمرات العلمية في مجال الغدد الصم وسكري الأطفال في كل من كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وتنزانيا ودولة الإمارات العربية.
يتم فى هذه الأيام التحضير لاحتضان المؤتمر العلمي السابع للجمعية الأفريقية للغدد الصم وسكري الأطفال والورش المصاحبة للمؤتمر في منتصف مارس الجاري واستقبال الوفود العلمية التي ستشرف العاصمة لأول مرة بهذا الشأن من مختلف أرجاء العالم تحت شعار (نحو رعاية طبية أفضل في مجال الغدد الصم وسكري الأطفال).. وهذا بالضرورة يتطلب وقوف الحكومة والمجتمع إلى جانب ذلك الكيان من أجل أطفال أبرياء يمثلون مستقبلنا ويرسمون أحلامنا ويستحقون تمام العافية.
تلويح:
خالص المودة والتقدير للدكتور/ بشير مختار الوسيلة استشاري الأطفال والغدد الصماء على هذا التنوير ونرجو لهذا العمل النبيل كامل التوفيق والنجاح