المخدرات .. الوحش القاتل
حزين والله أن التردي الذي يمسك بتلابيب وطننا المأزوم لم يقتصر على الشأنين السياسي والاقتصادي، إنما زحف نحو آخر قلاعنا الحصينة المتمثلة في الجانب الاجتماعي الذي يعنى بالأخلاق التي ظللنا نتباهى بها ونفاخر ويشهد لنا العالم أجمع أننا نحتل فيها مكاناً متميزاً بين شعوب الأرض جميعا.
أقول هذا بين يدي دراستين نشرتا في بعض الصحف حول انتشار المخدرات بين طلاب بل وطالبات جامعاتنا وكذلك حول مقاهي الانترنت التي باتت تشكل خطراً داهماً يفتك بشبابنا من خلال دغدغة الغرائز وإثارة الشهوات التي تنزع الشباب عن قيم مجتمعاتهم وتجرفهم في مهاوي الانحطاط الأخلاقي و السلوكي.
الدراسة المنشورة حول المخدرات دقت ناقوس الخطر وكشفت عن انتشارها داخل المجمعات السكنية للطلاب فقد أوضح بروف شمس الدين زين العابدين عميد أكاديمية الأمن العليا أن (58) % من الطلاب الذين استطلعت آراؤهم أكدوا أن الترويج للمخدرات يتم داخل تلك المجمعات، أما الجامعات فقد أكدت الدراسة أن (73.5) % من الطلاب يعتقدون أن الترويج للمخدرات يتم من داخلها بما يعني أن الجامعات والداخليات (المجمعات السكنية) ليست محصنة من تجار ومروجي المخدرات الذين اقتحموا أعظم ما ينبغي أن نحافظ عليه ونذود عنه ونحرسه من الاختراق، والعجب العجاب أن الدراسة اتهمت الحرس الجامعي بتيسير دخول المخدرات للجامعات بما يعني أن حاميها حراميها.
مما يفاقم من المشكلة أن بعض الحبوب التي تباع في الصيدليات كعلاج لبعض الأمراض النفسية والعصبية تستخدم كمخدرات ولا تلتزم الصيدليات بقصر بيعها على من يحمل روشتة طبية، فقد حكمت محكمة جنايات الخرطوم قبل فترة على متهمين منهم صيادلة وجد في حوزتهم (53) كرتونة من الحبوب المخدرة .
رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات بروف الجزولي دفع الله قال في منبر سونا إن السودان كدولة معبر بين عدد من الدول منها اثيوبيا ومصر وليبيا تصله أعداد هائلة من حاويات المخدرات.
مديرة مستشفى التجاني الماحي د.نورالهدى محمدالشفيع تحدثت عن تقصير الحكومة في التصدي للمشكلة المتفاقمة مشيرة إلى أن قانون الصحة النفسية لا يزال ينتظر الإجازة من البرلمان وأنه لا يوجد حتى الآن مركز لعلاج تعاطي وإدمان المخدرات، كما أشارت إلى أهمية إيجاد بدائل لأدوية الأمراض النفسية والعصبية وغيرها والتي يستخدمها متعاطو المخدرات مع وضع بدائل لزارعي البنقو، وأكدت كذلك على أهمية توعية الطلاب من خلال المناهج التعليمية بأخطار المخدرات.
لطالما نبهنا إلى أهمية الحفاظ على أخلاق شبابنا فإذا كنا قد عجزنا عن معالجة أزماتنا السياسية والاقتصادية فما أقل من أن نستميت في سبيل استبقاء ما يميزنا عن بقية الشعوب من خصائص وصفات إيجابية ظللنا نتوارثها أباً عن جد .
إننا للأسف الشديد أصبحنا نعيش في منطقة ضغط منخفض تتعرض لغزو ثقافي عنيف من تلقاء رياح الهجرات الكثيفة التي تهب علينا من تلقاء الشرق والغرب والجنوب حاملة معها عادات وتقاليد وافدة تنتقص من قيمنا وأخلاقنا كما تحمل المخدرات والخمور وغير ذلك من الموبقات والمفسدات.
الحملة التي شنتها شرطة أمن المجتمع مع الهيئة القومية للاتصالات لمقاهي الإنترنت كشفت عن أخطار كبيرة على أخلاق شبابنا وشاباتنا فقد قبض على كثير من الأفلام الإباحية، وللأسف فإن حجب المواقع الإباحية لم يعد كما كان في السابق كما أن (كشات) تفتيش مقاهي الإنترنت لم تعد بذات الكثافة وهذا حديث يطول.
لقد جف حلقنا من التنبيه لأهمية وضع إستراتيجية للتصدي للأخطار التي تستهدف أخلاق شعبنا خاصة من تلقاء الحدود المفتوحة على مصراعيها.
سؤال ليك يا الطيب الحزيييييييين!! منو الشغال ماسك الموانى والمداخل والمخارج ؟ مش هم ناسك!!! احزن حتى اشعار اخر لزيادة جرعة الحزن …..الله فى … حسبنا الله فى كل من دمر الوطن والمواطن .
السبب في كل ما يحدث في السودان من حكومة ود أختك “يا خال الرئيس ” وبعدين الحساب عسير يوم لا ينفع مال ولا بنون ” وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ” ونرجو بذل النصح له وإرشاده للطريق الصحيح وأن ما حدث وسيحدث كله مسؤوليته هو أولاً أمام الله وتذكيره بسيرة الخلفاء الراشدون وخاصة سيرة سيدنا عمر رضي الله عنه “المسمى بإسمه” التدهور الشدي والمريع في الأخلاق والفساد وكل المظاهر السالبة والجرائم والفساد لم يكن قبل الإنقاذ بهذه الصورة الكثيفة لماذا؟ وهم يدعون أنها حكومة إسلامية وتحكم بالشريعة ” شرع الله ” …