محمد محمد خير

السودان و«السلم الخماسي»


عندما تسأل المهتمين بشأن الفنون الغنائية والموسيقية من فنانين وأكاديميين ونقاد صحفيين عن ضمور مساحة الأغنية السودانية في المحيط العربي، يجيبون إجابة واحدة، ظلت ثابتة ومتجددة وراسخة وهي «السلم الخماسي» فالأذن العربية لا تألفه والوجدان العربي لا يهفو إليه!.

في كل عام تروج قناة العربية لمسابقة الـ (آراب ايدل) بقناة (أم.بي.سي) التي يتسابق عليها مغنون شباب على مدى أشهر، ليتوج أحدهم أميراً للغناء العربي، لم يشارك في هذه المسابقة أي فنان سوداني منذ بداياتها حتى طورها الأخير والمشكلة هي «السلم الخماسي»!.

لقد اثبت الدكتور محمد إبراهيم الشوش اننا نستطيع أن نعزف على اكثر من سلم حين كان رئيساً لتحرير مجلة الدوحة التي كانت في عهده رئة المثقفين العرب وبستان الإبداع الشعري والنثري، وسار على سلم الشوش الفنان إبراهيم الصلحي الذي عرض لوحاته بـ «تيد قالري»، وتقديراً لمكانته التشكيلية العالمية قررت اللجنة المنظمة لهذا المعرض أن يعرض لوحاته جوار لوحات بيكاسو!

في هذا الميدان أيضاً برز فنانون تشكيليون سودانيون بفوزهم بجائزة «نوما» اليابانية لرسومات الأطفال وهي جائزة تشكيلية كبيرة، وهم.. سيف اللعوتة، محمد عامر جابر، حسان علي أحمد، صلاح المر، محمود جاه الله وصلاح إبراهيم.

بدا لي أن مشكلتنا مع «السلم الخماسي» ليست في ازورار الموسيقى والأغنية السودانية عربياً، إنها أيضا في السياسة والخدمات، فكوننا لم نكتب دستورنا الدائم منذ فجر الاستقلال حتى اليوم فهذا أيضا «سلم خماسي» والأمطار التي تفاجأنا بعد نهاية الصيف بعد «الملالة» التي تحرق دماءنا وجلودنا وأعصابنا، فتهطل الأمطار وتمتلئ البرك ويكثر الباعوض وتنتعش «الضفادع» ذلك ايضاً مما يقع في قلب «السلم الخماسي».

غنى الكابلي للمتنبئ «ما لنا كلنا جوى يا رسول» وغنى للعقاد «شذى زهر ولا زهر» لكن الأذن العربية لم تطرب والسبب «السلم الخماسي»!

وانتشرت في الحقبة الجارية ظاهرة تعدد الزوجات وصار للظاهرة منابر ودعاة لأغراض دفاعية وعسكرية وفي تقديري أن ذلك أيضا يعود «للسلم الخماسي»!.