ألمانيا فوق الجميع وفوق العادة
قال دكتور “علي الحاج” عندما سأله الأستاذ “ضياء الدين بلال” في برنامجه (فوق العادة) عن ما أشيع من أنه كان يؤدي أدواراً خلف الكواليس، قال إنه كان في ألمانيا حيث النوافذ مفتوحة بدون ستائر، فهناك لا توجد كواليس.
يتحدث الدكتور عن الغرب بأريحية شديدة.. معجباً بالفضاء المفتوح وبالشفافية الممتدة.. بالصدق، بالوفاء، بالشورى الحقيقية، بالمقابل فإن عكس كل ذلك هو ما يميزنا.. أعجب أننا نسب الغرب وننعته بأقذع الأوصاف، لكن كل من عاش هناك يتحدث عن النعمة التي يعيش فيها المواطن أو اللاجئ أو المهاجر هناك.. إلا صديقي “أبو عركي” فهو عاد من أمريكا ولا يرى ما يراه “علي الحاج”.. ربما لكلٍ أسباب خروجه من البلد، فقد ذهب “علي الحاج” مستجيراً بالحرية وذهب “أبو عركي” مشاركاً في مناشط فنية حاملاً معه جذوة الحرية.
ما الذي يجعل الغرب موئلاً دافئاً وملاذاً آمناً ويجعل الوطن طارداً وبارداً؟ هل هو التطور.. التقدم.. الحضارة؟ ومتى نصبح كذلك؟ متى يصبح وطناً هو الأول والأخير؟ متى تهتف له: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي؟! ألمانيا ليست الخلد.. إنها مملكة من ممالك الله على الأرض ومنها انطلقت كل الفلسفات الحرة.. هنالك لا تسأل عن دينك، يجد اليهودي حريته والمسيحي حريته والمسلم حريته، حتى الملحد يجد حريته.. كل الفلسفات تتلاقح.. كل الأفكار تتلاقى.. كل الحضارات تتساقى.. كيف ولماذا تصبح ألمانيا هكذا، مع أنها اخترعت النازية وكرست لكون ألمانيا فوق الجميع؟ ومع ذلك ظلت بلداً تغري بالهجرة إليها وتغوي بالمواطنة فيها.. حقيقة ما عاد عائد من ألمانيا إلا وسطر فيها وعنها قصائد مدح وغزل.. ما الذي يجعل ألمانيا أقرب إلى السوداني من غيرها من دول الغرب؟ صحيح هفا قلب كثير من المثقفين إلى إنجلترا وعدها البعض نموذجاً حضارياً ربما لارتباطنا بها مستعمرة ومحررة.. صحيح أن البعض يرى في أمريكا قلعة للحرية المفتوحة ويهفو كالعصفور إليها ليعيش حياته، لكن غالباً لا يعود الناس من هناك يحملون ذات الامتنان لألمانيا؟ ترى ما سر ألمانيا وسحرها؟!
عندما كنا نعد برنامج (من الخرطوم سلام) مع المخرج العزيز “عبد العظيم قمش” صادفنا في تجوالنا مواطناً ألمانياً، وهو يعرف بعض الإنجليزي وقليلاً من العربي فحاوره “قمش” عن وجود الله.. وكان ملحداً.. وسأل “قمش” عن دليله على وجود الله فقال له “قمش”: (إذا أريد أن اذهب إلى تلك الشجرة- وأشار إليها- وهي على بعد أمتار منا ولم يرد الله ذلك لا يتم)، فقال الرجل ببساطة: (أنا سأذهب إلى تلك الشجرة وأجيء وأنا ملحد ولن يحدث شيء).. وفعل ذلك.. وقال لـ”قمش” أترى؟ ابتسم “قمش” فقلت له: (يا زول ده داير مناقش فيلسوف بحجم “ابن سينا” أو “ابن خلدون”).. عموماً الألماني رجل واضح وجاد وإن آمن بفكرة يدافع عنها.. ولكن مع ذلك أليست الفتنة بألمانيا على حساب السودان خطيرة؟!
احنا فينا اشياء جميله وفينا السئ الجميل فينا اننا فينا تراحم وكنا ملتحمين والسئ اننا لا نحب النظام وكل منا يريد يتحصل علي مايريد بشرعيه اوباللفه ولا ان نعرف من اين نبدا لحللة مشاكلنا