ما بيننا ودولة الجنوب!!
دولة جنوب السودان حتى الآن لم تدرك أنها أصبحت دولة ذات سيادة وينبغي أن تحترم جيرانها، ولكن قيادات دولة الجنوب كانوا يمنون النفس بأن يصبح سكان الجنوب مواطنين من الدرجة الأولى، كما كانوا يظنون أنهم وطوال حياتهم مواطنين من الدرجة الثانية عندما كانوا بالدولة الأم.
إن دولة جنوب السودان مازالت كالطفل العذير يحتاج إلى المساعدة والمساندة حتى تقف على رجليها، ولكن هذا الطفل المشاغب يريد أن يمشي قبل أن يحبو، ويريد أن يتحدث قبل أن يفطم.. لذا تحاول أن تعبث هنا وهناك، ولكن من يعبث قبل أن يقوى عوده سيسقط، فإن لم تكسر يده أو رجله سوف تكسر رقبته، وإذا كسرت رقبته حتماً سيموت، لذا على دولة جنوب السودان وعلى قياداتها إن أرادوا أن يعيشوا بسلام مع جيرانهم عليهم أن يحفظوا حق الجيرة، لأنهم هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس.
فدولة بها عشرات القبائل كل قبيلة لا ترضى بالأخرى يجب أن تحافظ على علاقاتها الخارجية، طالما أصبحت دولة يحكمها القانون المحلي والدولي.
تباكى الكثيرون على الانفصال وذهب جزء عزيز من الوطن ليصبح دولة ثانية، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن أبناء الجنوب من نسيج خاص في عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم فرغم العلاقة الممتدة بينهم وبين الشمال، ولكن في لحظة من اللحظات يعودون إلى نسيجهم الخاص. أذكر قبل انفصال الجنوب إلى شمال وجنوب كان ابن الدكتور “أحمد بابكر نهار” وهو في نهائي كلية الطب وفي ريعان شبابه، كان ينتظره أبوه وأسرته ليحمل الشيلة مع والده، ولكن ماذا حدث لهذا الابن الفض لقد اصطدم بأحد أبناء الجنوب بمنطقة المهندسين إن لم تخني الذاكرة فسقط، وبشهامة السودانيين نزل ليسعفه فماذا كان مصيره. تجمهر عدد كبير من الجنوبيين وأمطروه بوابل من الحجارة كما ينفذ حكم الرجم في الزانين، لقد مات ابن الدكتور “نهار” في لحظات بحجارة الإخوة الجنوبيين لم ينتظروا القانون فأخذوا القانون بيدهم وقتلوا نفساً بريئة بسبب خطأ ربما لم يكن السبب فيه، مات ابن الدكتور “نهار” وعندما أخطر والده ذهب ليتعرف عليه فلم يجد شيئاً يدل على المقتول ابنه، فرضي بقضاء الله، وقال قولته الشهيرة موت ولد ولا خراب بلد. كان بإمكانه أن يجمع كل قبيلته ويقتلون أولئك القتلة، ولكن ضحى بابنه من أجل هذا الوطن، فماذا فعل الإخوة الجنوبيون بعد ذلك، طالبوا بالاستقلال من الشمال ونالوا ما أرادوا ولكن هل فعلاً استقلوا من هيمنة “سلفاكير” وأعوانه، هل أصبحوا فعلاً مواطنين من الدرجة الأولى، فإن نالوا ما أرادوا لماذا عادوا إلى الشمال زرافات ووحداناً.
وهل تظن دولة الجنوب أن دعمها ومساندتها لقطاع الشمال سيؤدي إلى إسقاط الحكومة، كذبت وعليها أن تتحمل تبعات ما تفعله مع قطاع الشمال.
لن يحصل شىء فحكومتنا الرشيدة قاعدة ترسل الانذارات ( اذا لم واذا لم ) والحكومة عرف ( قد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ) انهم جنوبيون يعني لا عهد لهم و لا ميثاق – فاريحونا منهم كما اختاروا حياتهم
والله ياصلا حبيب مقالاتك تشفي الصدور وتشرح النفس بارك الله فيك
تحليل منطقي جدا