أبشر الماحي الصائم

قطر بدون سواق

لا أعرف مدى صحة تلك الطرفة المتداولة، بأن أحد أحبائنا في شرق السودان قد أشهر ذات نشوة (عصايته الشوتال) في كابينة قيادة أحد البصات الداخلية، ومن ثم أجبر السائق إلى تغيير مسار الرحلة والتوجه إلى ديم عرب، ولما استسلم لدى شرطة المرور قال وسط دهشة الجميع.. (ناس فوق طيارة تختف أنحنا بص ما نختف)!!
* بالأمس حفلت صحافتنا بخبر لا يخلو من غرابة، يقول بينما كان أحد الأشخاص يعبر بعربته بمنطقة اللاماب بحر أبيض خط السكة الحديد، فوجئ برأس قطار (بدون سواق) يداهمه ويسوقه أمامه سوقا، بيد أن الأكثر غرابة في تراجيديا هذا المشهد الدرماتيكي هو موقف أحد الموترجية الذي قام بإنقاذ الموقف، يقول الرجل (الموترجي)، بينما كنت أسير بمنطقة اللاماب، فوجئت بأن قطارا بدون سائق يجر أمامه سيارة بسائقها، فما كان مني إلا أن ناديت سائق العربة الذي كان ينوي القفز من داخل السيارة، بأن يظل في مكانه ولا يقفز من السيارة، يواصل الرجل الموترجي، لم يكن لدى سابق خبرة في القطارات لكني توكلت على الله وقفزت إلى كابينة القيادة، ومن ثم وجدت (فرامل)، فضغط عليها فتوقف القطار، ومن ثم أمكن نجاة الرجل الذي داخل السيارة دون الحاجة إلى القفز إلى خارج السيارة الذي ربما كلفه حياته !!
* وأنا أقرأ هذا الخبر لم أملك إلا أن أستدعي تراجيديا صاحبنا الذي اختطف البص ببورتسودان، ذلك تحت مسوغات محاكاة ما يجري على الفضائيات من حوادث اختطاف الطائرات !!
* والشيء بالشيء يذكر، فكما لو أن هيئة السكة الحديد السودانية بفعلتها هذه، تماشياً ما تفعله الإمبراطورية الأمريكية من إرساليات (طائرة بدون طيار)، أرادت هيئتنا الموقرة أن ترسل (قاطرات بدون سواق)!! الكتف بالكتف والحافر بالحافر.. (وما في حد أحسن من حد) !!
* ولا أعرف إن كانت هذه الحالة، حالة رأس القطار، الذي (شال صاحبنا أمامه)، لدرجة استدعاء تلك التراثية.. (يقطع نفسك يا القطار انت شلتو وأنا قلبي طار)!! فهذا الحدث الذي طارت على أثره قلوب كل المتجمهرين على طرافته، بإمكانه إعادتنا إلى فتح ملف حلول وبدائل حكومة ولاية الخرطوم، في الاستعانة بقاطرات لاختراق أزمة المواصلات المستفحلة !!
* ويذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي قد احتفلت منذ نحو فترة طويلة بصور قاطرات، قالت إنها وصلت إلى ميناء بورتسودان في طريقها إلى ولاية الخرطوم.. فليت سعادة الباشمهندس عبدالرحيم محمد حسين يمضي بحكومته الموقرة بقوة وعزم في هذا الطريق.. طريق توطين ثقافة نقل القطارات على خطوط الموصلات الطويلة بالولاية.. الخطوات التي بدأتها حكومة الدكتور عبدالرحمن المنصرفة وقطعت فيها شوطا مقدرا.. لا نعرف على وجه الدقة ما الذي يؤخر هذا المشروع الطموح!! فقط في حالة إنجازه نشترط أن تكون قاطراتنا بسائقين!!
تنويه:
قصدنا في ملاذ الأمس لقاء (عكاز) السعودية.. والمقصود بـ (العكاز) هنا دلالة (الأقلام التي تناولت اللقاء بقسوة).. إذ كان اللقاء المشار إليه ورد في صحيفة (عكاظ السعودية).. ذلك مما لا يفوت على فطنة القارئ وللذين أشكل عليهم فهم سياق المقال، لزم هذا التنويه.
أبشر الماحي الصائم – (ملاذات آمنة – صحيفة اليوم التالي)