أبشر الماحي الصائم

الجهاد الأكبر.. التمويل الأصغر


عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة
سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة
للظلال الزرق في غابات كينبا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتية
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيدة
* ليس سوى كيلومترات تفصل بين مسقط رأس المشتلين الأخضرين.. بين مدينة أرتولي وضاحية القلوباب.. المشتل الأدبي الذي زرعه في أفئدة الرفاق الشاعر تاج السر الحسن الذي ينتمي إلى جزيرة أرتولي غرب الباوقة.. وإن كانت الباوقة نفسها تعرف بأرتولي حسب قصائد تراث المنطقة نفسها ومنطقها.. (يوم نحنا جماعة وركبنا اللوري ماشين الباوقة القصاد أرتولي).. لا فرق !!
* لا أعرف وأنا أقف على مزرعة صغيرة في جزيرة القلوباب منذ نحو أيام مضت.. لا أعرف لماذا احتجت إلى أن أستدعي قصيدة عصية.. قصيدة كبيرة بحجم قارتي (آسيا وأفريقيا) وبمساحة هكتارات من أحلام الرفاق الكبيرة يومها.. يوم أن كانت أحلامهم بمساحة قارات العالم.. قبل أن تتقهقر إلى (دير الزور)!! فالمزرعة صغيرة والحلم كبير جداً.. ربما أن كل الآمال الكبيرة تبدأ بحلم صغير جدا جدا!!
* تمكن الشاب محمد عبدالمطلب في مساحة صغيرة جدا بحول الله وقوته أن يحدث ما يشبه المعجزة.. لقد عكف على قطعة أرض صغيرة جداً مثابرا ومباصرا.. فكانت النتيجة (إثنين وعشرين جوال فول).. بخمسة وثلاثين مليون جنيه.. وتكمن العبقرية في صغر المساحة وغزارة الإنتاج.. وكان يمكن لمحمد هذا بكل بساطة أن يشكل حلقة في سلسلة حلقات الشباب الذين يتسورون ستات الشاي وأحلامهم.. وأنا هنا أحتفل بالفكرة التي تقبل التعميم والتكرار !!
* أحلامنا بطبيعة الحال إن لم تكن كما الثائر (ود الحسين الحسن) تتسع لأفريقيا وآسيا.. فليس أقل من تشمل محلية بربر.. لتعمم الفكرة عبر مشروع التمويل الأصغر لتحريك قاطرة التمويل الأكبر.. طالما أصلا قد عدنا كدولة من (الجهاد الأكبر) إلى (التمويل الأصغر)!! أعني طالما تراجعت دائرة حماسنا الإنتاجي من منظومة (مشروع الجزيرة) إلى (جزيرة القلوباب) !!
* ففي ذات المنطقة التي شهدت ثورة الثائر تاج السر الأدبية.. يمكن أن يكرر التاريخ نفسه زراعيا.. وإن كانت هنالك مقاربة خضراء بيت فسيلة التمر وفضيلة الشعر.. فكما أطعمنا اليسار السوداني شعرا ذات عصر وثورة.. فليس أقل من أن نرد الجميل، فنطعمهم فولا وقمحا وعدسا.. قبل أن يخرج علينا أحد غلاة اليسار.. (… أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ…) الآية !! هكذا علمونا الشعر وعلمناهم حرفة الاستدلال.. فأصبحوا أكثر حجة عندما قالوا لن نؤمن لكم حتى يرقد عمر البشير كما ابن الخطاب عمر تحت شجرة !! لازلت أعتقد أن نسخة (اليسار الإسلامية) بعيدة المنال.. وتلك قصة أخرى.
* أخي صلاح الدين حسن سعيد معتمد محلية بربر.. أقترح عليكم أن تستدعوا البطل الشاب محمد عبدالمطلب وتستلهموا الفكرة بحضور البنك الزراعي.. ومن ثم لتعمموا التجربة على مئات الشباب في المنطقة عبر تمويلات البنك.. وليس هذا كلما هناك .
أبشر الماحي الصائم – (ملاذات آمنة – صحيفة اليوم التالي)