يوسف عبد المنان

الخروج المخزي


كما كان متوقعاً من أي ناقد ومدرب يفهم في كرة القدم خرج فريق الهلال من دوري أبطال أفريقيا وتمددت مساحات الحزن في جسد الهلال المريض.. وغادرت جماهير الأزرق ملعب الإستاد وأسفها في عيونها.. وحسرتها ليست لخروج الفريق من الأدوار التمهيدية، ولكن لمظهر الفريق وغياب الروح وضعف المردود البدني والفني لجميع لاعبي فريق الهلال في عشية (الأحد) الأسود.. كان الخروج متوقعاً بالنسبة لكاتب هذه السطور كرياضي لعبت كرة القدم في المدارس وانشغلت بمتابعة الدوريات في كل الدنيا، وعملت في مجلس الهلال المعين.. وفي مجلس هلال “كادقلي” وفي أندية عديدة.. لماذا كان الخروج من البطولة متوقعاً؟؟ لأن السيد رئيس الهلال “أشرف الكاردينال” من يقرر وحده في الشأن الإداري والفني.. جاء بالمدرب البلجيكي “باترك” وطرده بعد شهرين.. عين من بعده عدداً من المدربين الوطنيين.. ثم فجأة اختار التونسي “الكوكي”.. وفي هذا الموسم جاء بالفرنسي “كافاني” لكنه لم يصبر عليه، وفي أولى أسابيع الدوري أقاله وعين المصري “طارق العشري”.. وضرب استقرار النادي الفني بتعيين “هيثم مصطفى” الذي لم يجد ترحيباً من لاعبي الهلال.. وأبعد أفضل مدير لدائرة الكرة المهندس “عاطف النور” وأصبح (الكاردينال) هو كل شيء.. واهتم بـ(الإستاد) وأهمل فريق كرة القدم.. ولم يحترم الهلال الفريق الليبي العتيد.. حتى وقعت الواقعة وسقط هلال الملايين في بداية المشوار وغاب عن ساحة التنافس الأفريقي فارس من فرسان القارة.
والخروج من البطولات طبيعي جداً وقد خرج العام الماضي الأهلي المصري من البطولة الأفريقية وسقط الترجي (فارس باب سويقة) على يد المريخ.. ولا عجب إذا سقط الهلال أمام الأهلي الليبي، ولكن هل يتعلم السيد “أشرف الكاردينال” من التجربة حتى يعود الهلال العام القادم لساحة التنافس الأفريقي والفريق قد أعد نفسه جيداً للمنافسة؟؟ لقد أنفق “أشرف الكاردينال” أموالاً طائلة في البنيات الأساسية من ملعب وغيره.. وأغدق على فريق كرة القدم من حر ماله الكثير ولكنه لا يصغي لنصائح المخلصين ولا يتعلم من تجارب الآخرين، يعتبر أمواله التي ينفقها على الهلال وحصوله على أغلبية أصوات الناخبين لرئيس شرعي للهلال تخول له أن يفعل ما يشاء.. ويعزل المدربين بطريقته وفي أي وقت ويعين من يشاء بغير حساب، ولكن الهلال هو فريق لكرة القدم وليس ملعباً أنيقاً ولا كشافات تضيئ كل سماء أم درمان وفريق كرة القدم ضعيف بلا هوية، وقد فقد كل ملامح الهلال الذي نعرفه، لاعبون يفتقرون للموهبة الفطرية ومحترفون دون قامة الهلال.. لم يقدم حتى اليوم أي محترف ما يبرر بقاءه في كشف الفريق.. ولا يعرف كيف تم تسجيل المدافع “أبيكو” ولا لاعب الوسط “مكورو” ولا “أيشا”.. وقد أثبت هؤلاء المحترفون أنهم دون فريق الهلال ولن يقدموا الإضافات التي تنتظرها الجماهير.. وحتى الوطنيين الذين تم تسجيلهم في نوفمبر الماضي من أنصاف المواهب ولاعبي الأندية التي كانت تصارع من أجل البقاء.. هل “ولي الدين موسى” هو لاعب في قامة الهلال، وأين “عمار الدمازين” من مدافعين مثل “طارق أحمد آدم” و”تنقا” و”الثعلب” وحتى لاعبي الهلال القدامى فقدوا القدرة على العطاء وتقدمت السن ببعضهم.. وثالثة الأثافي في المدرب المصري المغرور وهو القادم للسودان قبل مدة قصيرة ليقود فنياً فريقاً لم يشارك في إعداده ولاعبين لا يعلم عن قدراتهم شيئاً.
لو جاء (الكاردينال) بمدرب في قامة “فوزي البنزرتي” أو “حسن شحاتة” لن يعيد الهلال للتوهج ودروب الانتصارات ويجذب الجماهير مرة أخرى للمدرجات، إذا كان لا يملك في كشف الفريق مواهب تعطي بسخاء وتسترخص الدم من أجل الهلال.
لقد ضاع حلم المنافسة الأفريقية هذا العام وأخشى أن يفقد الهلال بطولة الدوري المحلي إذا تمادى (الكاردينال) في أخطائه التي جعلت من الهلال فريقاً صغيراً يخرج من الأدوار الأولية من الغزالة تشاد والسكة حديد جيبوتي ووقد الصومالي والبوليس المدغشقري.
يوسف عبد المنان – (خارج النص – صحيفة المجهر السياسي)


تعليق واحد

  1. متى كان هؤلاء الجهلة لاعبو الهلال يغيرون على الهلال او الوطن انهم جهلة عديمي ثقافة في زمن اصبحت فيه كرة القدم علما يدرس وله نوابغ ومؤهلين ومتخرجين – اين لاعبونا من هذا كله – شوية مرتزقة تصرف عليهم الدولة اموالا احق بها وزارة الصحة والتعليم إرسال هؤلاء اللاعبون الى الصفوف الامامية في جنوب كردفان والنيل الازرق هو كفارة لهم بما قعلوه وما زالوا وسيفعلونه بالوطن