الجبهة!
الجبهة.. أي جبهة اكتنزت نفوس السودانيين تجاهها ببعض الحذر لما لها من الارتباطات الذهنية والاحاسيس العامة.. خذ الجبهة القومية الاسلامية، الجبهة الثورية.. جبهة القتال.. جبهة.. جبهة.. وها هي جبهة الدستور الاسلامي تعلن عقب «خطاب الأمة الأخير» احتجاجاً واضحاً على عدم تضمين هذا الخطاب لتطبيق الشريعة الاسلامية محذرة النظام من مغبات التلكؤ والتباطؤ والتراجع عن مشروع الاسلام كتشريع للحكم عزيزي القاريء والشاهد أن الموجة العالمية التي احدثت اختراقاً في المشاريع الاسلامية بجعلها بنداً تحت عنوان كبير اسمه «الاسلام السياسي» والذي تبدى كأنه مشروعاً محفوفاً بالصعاب في هذا العصر خلال ممارسات سياسية طبعت في الأذهان أنه مشروع مثير للكثير من الاختلافات وعدم التراضي «بالتأكيد المشروع الاسلامي الأصل لا اختلاف عليه منهاجاً وتطبيقاً».. المهم قرائي طبيعة التعدد والاختلاف والهويات الداخلية للبلاد انكشفت عورتها في ظل الاعوام الماضية بصورة سافرة جداً جداً الشيء الذي ذهب كأحد أسبابه الجنوب في انفصاله ومن ثم انطبع في مزاجية النظام في اقتسامه للسلطات والمناصب العامة فقد عرف الشعب السوداني في هذا العهد «فقه التوزيع الجغرافي والتراضي القبلي والجهوي» في الأداء العام كأحد معايير التوظيف أو الحصول على المنصب دون الانتباه إلى الكفاءة وغيرها من متطلبات هامة وقد عزا الكثيرون حالة الشلل الاقتصادي و«بروك» لهذا الحال الماثل الآن».. وعودة على بدء.. جبهة الدستور الاسلامي حذرت من تغييب الخطاب مؤشرات الاشارة للمشروع الاسلامي وعززت ذلك بضرورة عدم التنازل عن الثوابت وضرورة التمسك بالهوية العربية وأن يكون الدستور اسلامياً وعلى المستوى الشخصي أخشى ما أخشى أن تكون حكمية أن غالبية أهل السودان هم المسلمون قد اصيبت في مقتل ونحن في بلد يهجره أهله ويتوافد عليه «الغاشي والماشي».. لدرجة أننا نحسب بأننا على شفا استلاب هوية.. عندما أنظر حولي في منطقة سكني كمثال «الجريف غرب».. أكاد أجزم بأنني فرد من الجالية السودانية بالجريف غرب.. المهم سادتي رغم الاعتدال في النظر لمؤشرات التوافق على أساسيات وأدبيات الحكم لابد من فكر عميق جداً لأوضاع البلاد العامة والتفاؤل بهذه المبادرة الفلسفية ارتجاءًا لايجابيات تنفيذها واقعاً يمشي بين الناس تماماً.. وعلى جبهة الدستور النظر مرة بمنظار أشمل بلوغاً لتحقيق عادل الحال ومآله والأصل أن لا تفريط لمباديء الدين وثوابته..
٭ آخر الكلامرغم كل شيء ورغم ما يقال ويشاع أصاب القلق شخصي تجاه من يسعون لدرع المسؤوليات وأمانة الحكم حول رقابهم باعتبار ذلك حمل الجبال والشفقة.. وقلبي يتقطر لهم والأيام تمضي من تحت انشغالهم.. (وسعوا المأعون واجعلوها شورى ولا تتشبثون بها أكثر مما يجب أعانكم الله).
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]