أناني جداً
كلما راودتك نفسك الأمارة بالسوء على افتعال الأزمات العاطفية بيننا هربا من إفاقاتك وإهمالك وتقصيرك وخطاياك.. شرعت في رفع صوتك بالاتهامات المفبركة..!! ورحت تتشدق متهما إياي بالأنانية في الحب.. وتصفني بالجهل بأبجدياته!.. فهل كنت تسمع صوتك حينها؟!.. هل أسقطت حديثك هذا على نفسك ورأيت حجم تطابقه مع قالب ممارساتك المجحفة في حقي؟!.. عن أي أنانية تتحدث يا هذا؟.. وهل كنت تقصد سلوكا قريبا من إهمالك المتعمد لوجودي في حياتك وجرحك المتواتر لمشاعري تجاهك؟!
هل تعني مثلا أنني أظل أهاتفك مرارا دون أن ترد فينهشني القلق عليك لأكتشف بعد مدة بأنك كنت فقط في مزاج معتكر ولا تريد الخوض في أي حديث هاتفي؟!!
ألم يكن بإمكانك أن تهدئ روع مخاوفي برسالة قصيرة أو تجتهد في إيجاد عذر أكثر إقناعا لتبرير سلوكك الغريب؟!
هل تعني أنك كنت تجعلني في ذيل القائمة بينما أضعك على رأسها؟
هل تعني أنني أهمل مواعيدك وأتقاعس عن القيام بالتزاماتي تجاهك أو أنكص وعودي لك؟!
هل تعد أنانية مني كل تلك الرسائل والقصائد والكتابات التي أحفك بها؟!
عن أي أنانية تتحدث وأنت ملك الأنانية والغرور والاستهتار؟!
أم أنك نسيت الليالي التي أبكيتني فيها.. والظنون التي تركتني فريسة لها.. والسهر الذي أورثتني إياه.. والشحوب الذي طالني بعيدا عنك.. والجمود الذي لف أيامى.. والحزن الذي عشعش في روحي.. والجرح الذي يتوسده قلبي؟!!
ثم ماذا عن الجحود والشك؟.. وادعاءات الغيرة وفق مزاجك الشخصي؟!
لا ضير.. إن كانت الأنانية تهمة فلست أنكرها.. ومرحبا بها وهي ترفع صوتك في وجهي وتغلق بابك دوني وتمنحني الفرصة للهروب من ضعفي أمامك!
ذلك الضعف الذي أورثني ما تقوله من أنانية.
تلويح:
الأنانية في الحب مظلمة.. لا ينظر فيها القضاة.