كفاية فضائح يا وزيرتي التعليم العام والعالي
سمعة السودان وشعبه والتي ظللنا ننافح عنها وخصوصية الشخصية السودانية التي ظللنا نتباهى بها ونفاخر بتميّزها وتفردها وتمتعها بمواصفات لا شبيه لها في العالم ..كل ذلك يتعرض من حين لآخر للتشويش من خلال هجمات مرتدة تأتينا من تلقاء أنفسنا أحيانا ومن آخرين في أحيان أخرى.
فضيحة الطلاب الأردنيين الذين جلسوا لامتحان الشهادة السودانية وتسببوا في كارثة يدفع السودان هذه الأيام ثمنها (مرمطة) لسمعته وسخرية وتهكماً من نظامه التعليمي، إحدى تجليات تلك الهجمات المرتدة التي تهدم في أيام قليلة ما بنيناه خلال عقود من الزمان من مكانة واحترام .
لقد أحدثت (جليطة) تسريب امتحان الشهادة السودانية من قبل بعض الطلاب الأردنيين الممتحنين بتعاون مع بعض ضعاف النفوس داخل السودان واعتقال أولئك الطلاب زلزالاً في الأردن تناولته الصحافة الأردنية بعد أن اصبح قضية عامة تناولها البرلمان الأردني وأحدث ذلك تداعيات تأثيرات كبرى في نفوس الشعب الأردني بل والشعوب المجاورة التي وصلها رشاش هذه القضية التي أخذت تتفجر عبر فضاءات الإعلام لتعم المنطقة العربية.
أرجو أن أفقع مرارتكم قرائي الكرام بمقتطفات من مقال كتبه أحد الصحافيين الأردنيين تهكم فيه من الشهادة الثانوية السودانية ومن التعليم الجامعي في السودان والذي أصبح محل تندر الكثيرين، ولعل ما دعاني لنشر هذا المقال الساخر أن يعلم القائمون على أمر التعليم العام والعالي عاقبة قراراتهم، فهم الذين سمحوا لكل من هب ودب في أرجاء الدنيا من شعوب العالم بالجلوس لامتحاناتنا بدون أن يسألوا أنفسهم لماذا يختار هؤلاء بلادنا ومناهجنا التعليمية ليجلسوا لامتحاناتها، تاركين دولهم، بل لماذا يهاجر كثير من العرب إلى السودان ليحصلوا على شهادات الماجستير والدكتوراه ؟ لماذا نفعل ذلك بدون أن نفكر في تداعيات هذه القرارات التي لا أرى مبرراً لمتخذيها غير الجانب (الاستثماري) بغض النظر عما يلحقه ذلك من تأثيرات سالبة على كرامتنا وسمعتنا؟ لست بصدد الحديث عن دراساتنا العليا التي تدنت على غرار ما حدث في تعليمنا الجامعي الذي أصبح لا يؤهل حاملي شهاداته للعمل في المجال الذي (تأهلوا) فيه، إنما أود أن أقول إن ما حدث من طلاب الأردن وما أحدثه من أضرار ينبغي أن يجعلنا نعيد النظر في هذا القرار وبصورة فورية.
توجيهي سوداني !!
فهد الخيطان*
آخر صيحات التعليم في الأردن ، تخفق في الامتحان الوطني “التوجيهي” لصعوبته، فتحمل أوراقك وتتوجه إلى السودان لتقديم الامتحان على الطريقة السودانية الميسرة، فتحصل على معدل مرتفع يؤهلك لدخول جامعة “نص كم” تعود بعدها إلى وطنك الحبيب طبيبا أو مهندسا شامخ الرأس.
نعرف عن مئات الطلاب الذين يتوجهون إلى دول أخرى للحصول على شهادة التوجيهي كتركيا مثلا، لكن لم نتخيل أبدا أن السودان محج الآلاف من الأردنيين لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه، أصبحت ملاذا للراسبين في امتحانات التوجيهي.
غير أن فضيحة تسريب أسئلة التوجيهي السوداني، وأبطالها أردنيون بامتياز سلطت الضوء على منجز جديد من منجزات التعليم في الأردن.
لم يكفهم خيبة حمل شهادة توجيهي سوداني، بل ذهبوا أبعد من ذلك حين تورطوا مع أشخاص سودانيين قاموا بتهريب أسئلة الامتحانات للطلبة الأردنيين مقابل مبالغ مالية، فاختلفوا فيما بينهم حدّ إقدام مجموعة منهم على خطف زميل لهم والاعتداء عليه، فانكشفت فضيحة الشباب، وسقطوا جميعاً في قبضة الأمن السوداني. فكان لا بد لتحريرهم من جهود دبلوماسية ونيابية مكثفة، ووساطات وعطوات لاحتواء المشكلة.
لكأن التعليم في الأردن تنقصه المصائب حتى يستعين بتجارب الأشقاء السودانيين ليداوي جراحه وتردي مستواه. لقد أغرقت الجامعات السودانية السوق الأردني بشهادات الماجستير والدكتوراه، فمن لا يجد عملا يزور السودان لبضعة أشهر ويعود بشهادة عليا تمنحه حق التدريس في جامعاتنا، ولكم أن تتخيلوا النتيجة.
حسب مصادر وزارة التربية والتعليم، هناك ما لايقل عن 300 طالب أردني يتقدمون سنويا لامتحانات التوجيهي السوداني، ولا نعلم ما هي المبررات التي تسمح للوزارة بقبول الشهادة السودانية، مادام حملتها ليسوا من أبناء المغتربين الأردنيين، والمقيمين إقامة دائمة في الخارج على غرار الأردنيين في دول الخليج مثلا.
الأردنيون شغوفون بالتعليم والشهادات الجامعية، وهذه ميزة تحسب لهم لاعليهم، لكن ليس إلى الحد الذي يقبلون معه بالتوجيهي السوداني، فليست نهاية الكون أن لايكون ابنك طبيبا أو مهندسا، وما قيمة”الدكترة” في سوق العمل عندما تكون من جامعات معدمة وأساسها توجيهي سوداني؟
ميزة الأردنيين في أسواق العمل العربية تكمن في تميزهم وكفاءتهم، وذلك يعود لمستوى تعليمهم بالإضافة إلى جديتهم وأخلاقهم العالية، بيد أن تنازلنا عن معايير الجودة والنوعية لحساب الكم، حوّل الشهادة الجامعية إلى سلعة نقبل عليها بشراهة بعدما أصبحت الوسيلة الوحيدة لتأمين حياة كريمة.
لقد عانينا لسنوات لاستعادة الثقة بامتحان التوجيهي الوطني، بعد مرحلة من الفلتان أضرت بسمعته ومكانته المميزة، لكن ما إن نجحنا في المهمة حتى فتحنا بابا لتخريب إنجازنا بتقليعات من قبيل التوجيهي السوداني.
*كاتب أردني
ود اختك اعرض وابشر…. ودقي ياموسيقى….
امش قول الكلام امامه بس ما تنسى تورينا الرد كان شنو