يكره اصحاب اللحى .. ولكن !
كان علاء يكره أصحاب البزّات وأصحاب اللحى بالتساوي ، وقضى عمره مختطَفًا بينهما بالتناوب . وجد نفسه خطأً في كلّ تصفية حساب ، يحتاج إلى لحيته حينًا ليُثبت لهؤلاء تقواه ، ويحتاج إلى أن يحلقها ليُثبت للآخرين براءته ، حاجة الضحيّة إلى دمها ليصدّقها القتلة .
انتهى به الأمر أن أصبح ضدّهما معًا . أدرك متأخّرًا أن اللعبة أكبر ممّا تبدو . كان المتحكّمون يضخّمون بعبع الملتحين ، يغتالون صغارهم ، ويحمون كبارهم الأكثر تطرّفًا . يحتاجونهم رداءً أحمر ، يلوّحون به للشعب حين ينزل غاضبًا كثور هائج في ساحة كوريدا ، فيهجم على الرداء وينسى أنّ عدوًّا قد يخفي عدوًّا آخر . فهو يرى الرداء ولا يرى الماتادور الممسك بالرداء ، وفي يده اليمنى السهام التي سيطعن بها الثور ، وفي اليسرى الغنائم التي سطا عليها .
الخيار إذًا بين قتلة يزايدون عليك في الدين ، وبذريعته يجرّدونك من حريّتك .. وآخرين مزايدين عليك في الوطنيّة ، يهبّون لنجدتك ، فيحمونك مقابل نهب خزينتك
” الأسود يليق بك ” .