سعد الدين إبراهيم

أيَّدناك


قرار الدرداقات من محافظ بحري أثلج صدري شخصياً.. فقد كتبت ذات مرة عن الغبن الذي حكاه لي صبي درداقة تعاملت معه وقرأت تحقيقات جريئة وكلها لمحررات ومحققات.. حتى قر في ذهني أن الذي يميز الصحافية السودانية عن الصحافي الرجل هو تفجر الحس الإنساني فيها.. لذلك جئن بتحقيقات تقطع نياط القلب.. ومع جهلي التام بنياط القلب هذه وماذا تعني لغوياً.. إلا أنني أرى أنها غاية العذاب الوجداني.. فالقلب في المفهوم الشعبي هو ليس كتلة اللحم تلك.. بل هو أكبر من ذلك بكثير.. هو غدة الإنسانية.. يتعرض صبيان الدرداقات لسخرة عجيبة الاستغلال بلغ أوجه.. كان سرقة لعرق شريف نظيف يبذله صبي يعمل في الدرداقة بينما رفاقه وأولاد دفعته وأنداده يلعبون البلاي استيشن أو يشاهدون توم آند جيري أو يلعبون الكرة.. في ذات الوقت كان هذا الصبي يسعى للرزق حتى يعيل أسرة قلَّم أظافرها الفقر.. جاء محافظ بحري الإنسان ففطن للغبن والظلم الواقع على الصبيان ودرس وفكر وقدر ثم خرج علينا بقرار شجاع.. مثل هذا المسؤول أخاف عليه دائماً من العصابات من أصحاب المصالح الجهنمية من لوبي الأشرار.. أولئك الذين لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل.. بقدر ما أطربني وأسعدني القرار الشجاع.. بقدر ما خفت على الرجل لدرجة الإشفاق.. أعتقد أنه ينبغي الوقوف معه بقوة واقترح أن تخرج تظاهرة داعمة لتوجهه ومؤيدة له.. حتى يكون ذلك بمثابة استعراض قوة.. نحن في زمن ظالم لذلك حين نجد شخصاً يقف ضد الظلم.. ينبغي أن تدعمه كل الوسائل.
قبل أيام تحدث الأستاذ “الهندي” عن التجارب المشرقة التي تلمع وسط الظلام.. ودعا إلى الاحتفاء بها.. أنا أؤيده وأطالبه بأن يتولى إطلالة حتى لو كانت كل شهر.. لعرض التجارب المشرقة على قلتها.. لأن ذلك من شأنه أن يبث أملاً في زمن اليأس.. وينثر نقاطاً بيضاء على اللوحة السوداء.
لا يجب أن تخشى من حجم النقاط البيضاء الصغيرة.. إنها عما قليل ستتسع وستغطي كل اللوحة فينتصر الأبيض.. ينتصر النقاء.. ينتصر الخير.
مثل هذا المسؤول الإنسان يستحق أن نقف معه.. وأن نشد على يده.. وأن نهتف له ونحرضه على المضي قدماً في مثل هذه التجارب الإنسانية. بحري ظلت مظلومة.. هي شعلة ثقافة لكنهم لا يحفلون بعباقرتها.. وهل عبقرية أكثر من عبقرية “إدريس جماع” و”محمد محمد علي” و”عون الشريف”.. فكيف لا تكون أيقونة ثقافة وشمس إبداع تشرق على عموم السودان.
بحري كانت تحتاج إلى ملهم.. إلى إنسان.. إلى رجل قلبه على المواطن.. وملامح ذلك الملهم تبدت لنا بهذا الموقف الإنساني النبيل.. امضِ قدماً في نفس الطريق سيدي المحافظ.. وسيكتب التاريخ ذلك..على أقل تقدير أنك حاولت واجتهدت وتتمنى أن تحظى بالأجرين.. لست ميالاً إلى مدح الرجال أنا متخصص في مدح النساء.. ولكن مرات تضطر أن تقول لشخص ما أنت كده.. ونرفع إبهامنا علامة الإشادة والتقريظ والإعجاب!


تعليق واحد

  1. بقت الاشياء العاديه انجازات فى اشياء اكبر من كده بنجى داخلين السوق المركزى نشوق زول قاعد شايل دفتر فى البوابه الجاى شايل قفه جرجير يقطعوا ويدفعوا !!!!ومشكلتنا كده ما نشجع زول ينتج وده الاهم الانتاج وحاجات تانيه حميانى على قول البونى