نور الدين مدني

العيب في أعدائها .. أعداء الحياة والسلام


*لا أخفي إعجابي بأسلوب الصديق العزيز محمد محمد خير منذ ان كان يكتب عموده “من أقاصي الدنيا” وحتى صار يكتبه من داخل السودان وقد تبدلت مواقفه.
*لن أحكم عليه بمواقفه فهو ليس وحده في السودان ولا في العالم وهذا خياره وحده.. إلتقينا في بعض المواقف واختلفنا في بعضها لكن ظل الإحترام قائماً بيننا.
*لا أنسى له أسفه على تركي “السوداني” إلى صحيفة اخرى رشحني مالكها لرئاسة التحرير‘ وكنت أحسب نفسي احسن صنعاً لكنني إكتشفت أنني أوقعت نفسي في خطأ تأريخي ومهني‘ الأمر الذي إضطرني لتقديم إستقالتي من رئاسة تحريرها لأعود إلى السوداني بكامل إرادتي مجرد كاتب عمود.
*إطلعت يوم الجمعة الماضية على ما كتبه محمد محمد خير في عمود “من أقاصي الدنيا” تحت عنوان ” شجرة من دمي” واستمتعت بأسلوبه وهو يحكي عن العراق أيام المربد والصديق العزيز كمال حسن بخيت‘ وأنتهز هذه الفرصة لأحييه وأسرته سائلاً الرحمن الرحيم أن يبارك له في مقبل أيامه ويعطيه الصحة والعافية.
*لن أخوض في حديث عن حزب البعث ولا عن الرئيس العراقي صدام حسين عليه رحمة الله‘ الذي مهما اختلف الناس حول فترة حكمه فقد كان رمزاً من رموز التحرر الوطني والقومية العربية‘ لكنه مثل سائر الحكام يخطئ ويصيب.
*هناك أخطاء مشتركة للحكام في البلاد العربية والأفريقية نتيجة تغييب الديمقراطية تحت شعارات مختلفة مثل الشرعية الثورية أو المؤتمرات الشعبية أو ديكتاتورية البرولتاريا أو … إلخ من الشعارات.
* لكن كل هذا لايعطينا الحق في أن نهيل التراب على التأريخ الوطني أوالتقوي بالتدخل الأجنبي للقضاء على الأنظمة المستبدة‘ وهذا أيضاً لايبرر إهالة التراب على الديمقراطية .. الحلم المشروع للشعوب مهما طال السفر.
*لذلك عجبت من قول محمد محمد خير في عمود الجمعة أمس الاول : لم أكره مفردة الديمقراطية بقدر ما كرهتها وأنا أسمع عن تشرد عدنان الصائغ وذهول ماجد السمرائي ومتاهة عبد المحسن.
*لأنه يا عزيزي محمد أنت تعلم تماماً من الذين أضاعوا أحلام الشعوب في التحرر والإنعتاق من الانظمة المستبدة‘ إنهم ليسوا دعاة الديمقراطية وإنما هم أعداء ها الذين أججوا الفتن الطائفية والمذهبية والإثنية‘ خاصة في أعقاب ما سمي ب”الربيع العربي”.
* الذين أججوا الفتن في العراق وفي كل البلاد المنكوبة بالنزاعات والحروب المدفوعة والمسنودة من الخارج هم أعداء الديمقراطية والحياة والسلام‘ وهم أيضاً الذين يرتكبون الجرائم الإرهابية في بلادهم وفي البلاد الديمقراطية التي إحتضنتهم عندما ضاقت بهم بلادهم.