جمال علي حسن

معارضة الأرصفة وباعة النضال المتجول


هذا السلوك الذي يمارسه بعض الناشطين في عواصم أوروبا ومدن أمريكا في مواجهة قيادات الإسلاميين أو قيادات الحكومة وحزبها الحاكم ومن تبعهم أو توافق معهم في الرؤى ولو جزئياً.. هذا السلوك القبيح في مواجهة معظم القادمين من الخرطوم لتلك المدن سياسيين أو مثقفين أو صحافيين.. لا تقف رسالته السلبية عند حدود إساءة أصحاب هذا السلوك لأنفسهم وللمعارضة السودانية الخارجية بل هناك رسالة جارحة ومبطنة مبعوثة ضمنياً منهم لكل المعارضين السياسيين الموجودين داخل السودان، والرسالة تقول لهم إننا أشجع و(أرجل) منكم سياسياً بكوننا نواجه هؤلاء المحسوبين على الحكومة بهذه (الجرأة) التي (تفتقدونها)!
وهذا يعني أنكم يا من تعارضون النظام من الداخل جبناء.. ونحن فقط من يستحق حزام الشجاعة والإقدام في مواجهة النظام ..!
أليست هذه الرسائل مضمنة في تفسير هذا السلوك الإرهابي الذي يمارسه هؤلاء في الخارج وفي مدن أوروبا وأمريكا تحديداً؟
هل هذا يعني أن من في الداخل جبناء ومن في الخارج هم فقط الشجعان لو كانت هذه السلوكيات تسمى شجاعة.
الأستاذ مهدي إبراهيم القيادي السياسي المعروف تعرض في أمريكا لنفس حملة الشتم واللعن والطرد والإساءة التي تعرض لها بروفيسور إبراهيم أحمد عمر في أمريكا مؤخراً وقبله ما حدث لوفد سوداني شعبي ذهب إلى أمريكا من الخرطوم للاحتجاج على استمرار الحظر الاقتصادي والتجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة على الشعب السوداني ..
معارضو الأرصفة مثلهم مثل الباعة المتجولين الذين اعتادوا على إقامة أسواق مؤقتة أمام ملاعب كرة القدم ومحطات المواصلات.. وغالباً ما تكون بضاعة مثل هؤلاء التجار غير آمنة في صلاحية استهلاكها الآدمي.. أغذية مكشوفة أو معلبات وشيكة التلف أو أدوات استهلاكية رديئة المواصفات.. وكذا بضاعة مناضلي الأرصفة في لندن وباريس ونيويورك وغيرها..
هؤلاء ليسوا أكثر شجاعة من معارضة الداخل بأي حال من الأحوال وليسوا أكثر وعياً من آخرين موجودين في الخارج لكنهم كانوا ينتظرون مهدي إبراهيم وبروف إبراهيم أحمد عمر داخل قاعة الندوة ليقارعوه الحجة بالحجة والرأي بالرأي والمنطق بكل أدب واحترام لأنفسهم وللافتة المعارضة ولشعارات الحرية والديمقراطية والتصحيح والإصلاح والوعي والتنوير إلخ.
ليسوا أكثر شجاعة ولا أكثر وعياً وإدراكاً من معارضين واثقين من موقفهم ومؤمنين به ويمتلكون الشجاعة في منازلة خصومهم داخل ميدان النقاش والإقناع وليس ميدان البيع السياسي المتجول وبضائعه الفاسدة التي يحاول بعض الباعة المتجولين خداع الزبون واستغلال ضيق وقته بحيث لا يتمكن من التدقيق في ديباجة صلاحية البضاعة التي يشتريها ومستوى جودتها ..
معارضة الأرصفة الغربية فقيرة المنطق والأخلاق والسلوك.. كما أنها خطيرة جداً في التأسيس لفكرة أن موقف من هو بالداخل مدان ومن هو بالخارج مصان.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. فماذا عن ماسحى احذية النظام على الارصفة وحارقى البخور المتجولين و”كتبة” السلطان و”عرضحالجية” النظام فى الداخل؟ هل هم اشرف وارجل؟