الطاهر ساتي

طائر النورس (2)


:: وصلاً لما سبق، ختمت زاوية زاوية الأمس بسؤال البرلمان وزير المالية السابق عن عدم تصفية سبع شركات حكومية، و أن الوزير وعدهم بالتصفية..وأن الشركات المستهدفة بعضها بقطاع السكر، وبعض المصارف والفنادق، ثم ( شركة سودانلاين).. وأن سودان لاين لم يتبقى منها غير الاسم والشعار والمباني وباخرة مسماة بالدهب، وهي إحدى مخلفات الملاحة المصرية وإشترتها الشركة بالتقسيط ..وقبل أشهر، بأمر مجلس الوزراء، تم تشكيل لجنة عليا لتضع خطة تطوير سودان لاين، ولكن يبدو أن (خطة التطوير) تحولت إلى ( خطة تصفية)، كما يقول الإعلان ..!!
:: وعليه، مع كامل الدعم لأية سياسة تقزم الدور الحكومي في الإقتصاد وتوسع دور القطاع الخاص، فان هناك ثمة مرافق في الدولة بمثابة مرافق إستراتيجية و (مهمة للغاية).. وخير – للناس والبلد والحكومة – أن نعض على المرافق الإستراتيجية بنواجذ التطوير بدلا عن الشروع في التصفية..نعم، سودانلاين من الشركات الخاسرة والفاشلة..وبالفساد وسوء إداراتها أهدرت أسطولها البحري الذي كان عظيماً (15 باخرة).. باعتها – باخرة تلو الأخرى – بالأطنان ( إسكراب)..!!
:: وإنقاذها من بحر هذا الفشل ثم تطويرها بحاجة إلى (إدارة مهنية ليس إلا)..وإتاحة الفرصة لإدارة مهنية لتطوير هذا المرفق الاستراتيجي خير من تصفيتها التي تم الإعلان عنها يا ( برلمان ).. تصفية سودانلاين لن تجلب – للناس والبلد والحكومة – غير الندم ثم التباكى على اللبن المسكوب..وهذا ما حدث بعد بيع المرفق الاستراتيجي الآخر ( سودان إير).. سودانير – قبل بيعها لعارف والفيحاء – كانت تُحي مطارات البلد، وكانت تنقذ السودانيين من ويلات حروب الدول العربية، وكانت تساهم في نقل المرضى والطلاب والشباب بقيمة مناسبة.. !!
:: ولم يكن العائد المادي لسودانير – رابحاً كان أو خاسراً – يشغل بال المواطن كثيراً، إذ كانت لها فوائد أخرى (ذات قيمة)..وتلك الفوائد هي المسماة بالمهام الاستراتيجية و( الخدمية)..ولكن منذ بيعها لعارف والفيحاء، ماتت الحياة بأكثر من نصف مطارات البلد .. وكذلك بعد بيع سودانير لعارف والفيحاء، إرتبكت الدولة في إخلاء السودانيين من بنار الحرب في ليبيا.. أي فقدت الدولة الدور الإستراتيجي الذي كان يلعبه ناقلها الوطني، وإرتبكت ..وهكذا..فوضع مرافق كسودانير وسودانلاين والسكة حديد – بأي دولة نظامها يعرف معنى المرافق الاستراتيجية- لا يقل أهمية عن (وضع الجيش)..!!
:: ولكن النهج في بلادنا ( غريب).. لايتوانى في التخلص من مرافق إستراتيجية – كما سودن لاين وسودان إير – ثم يزاحم التجار في إمتلاك الفنادق وبيع وشراء السكر والقمح والوقود وغيرها ..حكومة وزاراتها ومؤسساتها تؤسس وكالات سفر وسياحة في شوارع الخرطوم ، وفي ذات اللحظة تخلصت من (الناقل الجوي)، ثم ندمت و أعادته..ولكنها لم تتعظ، فها هي تعلن عن تصفية ( الناقل البحري).. و( ح تندم ) ..فلتكن الخطة لإعادة هيكلة سودان لاين بواسطة إدارة مهنية، ولشراكة مثالية مع شريك إستراتيجي يعمل في ذات المجال بأسهم لا تتجاوز (49%)، ولكن ليست من الحكمة تصفيتها يا برلمان ..عفواً، لا قرار لمن ننادي ..!!


تعليق واحد

  1. يازول البرطمان دا حق الحشرات فقط لذلك ابحث في مكان اخر عسي ان تجد من يستمع اليك