الطاهر ساتي

زول وجيع


:: ومن تصريحات الأسبوع الفائت، وقد وجدت حظها من تعليق بعض الزملاء، ما طالب به النائب البرلمانى المستقل عن الدائرة القومية ( دنقلا 2).. أبو القاسم برطم، نائب الدائرة، طالب رئاسة الجمهورية بانشاء صندوق خاص لإعمار الشمالية، وذلك أسوة بصندوق إعمار الشرق وصندوق إعمار دارفور، ولضمان توزيع عادل للثروة وتحقيق تنمية متوازنة..ثم طالب برطم الحكومة بتخصيص ما نسبته (2%) من العائد المادى لإنتاج كهرباء سد مروى لصالح الولاية الشمالية ..!!
:: وبعض الأعزاء أيدوا مطالب برطم وناشدوا الحكومة بالإستجابة، وكان تبريرهم بأن الولاية الشمالية ( فقيرة).. وصدقاً، فالولاية الشمالية أفقر من ( فأر المسيد)، وطاردة بحيث تكاد تكون خالية من السكان..ولكن صندوق الإعمار ليس حلاً، ولا تخصيص (2%) من عائد إنتاج كهرباء مروي..( سد مروي لم يحقق الفائدة المرجوة منه، ولم يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، ولم يقلل الصرف على القطاع الصناعي، وأنصب جهد سد مروي فقط على توصيل الكهرباء للمواطنين، ولم يهتم بأولويات القطاعات الإنتاجية، ويجب ترتيب الأولويات)، هكذا كان حديث الفريق صلاح عبد الله بالبرلمان قبل سنوات..!!
:: ثم ختم صلاح حديثه بالسؤال : ( كم أنفقنا في سد مروي؟ وكم شغّلنا من الخريجين؟).. للأسف، لم تعترف السلطات – بما فيها السلطة الرابعة – بتلك الحقائق، ولم تجب على ذاك السؤال، بل تم إختزال كل هذا التنبيه في تناول فطير من شاكلة ( صلاح قال سد مروي ما منو فايدة)..الرجل لم يقل سد مروي بلا جدوى، بل قال : سد مروي لم يحقق جدواه بحيث ينقذ الشمالية و السودان من ( بحر الفقر) .. مارس 2009، تم إفتتاح كهرباء سد مروي، ولاتزال الفيافي هناك هي الأكبر مساحة على جانبي النيل إلى (يومنا هذا).. فالأرض الصالحة للزراعة على مد البصر، يشقها النيل وكذلك أعمدة الكهرباء، ومع ذلك هي محض (أرض جرداء)..!!
:: ثم زرع الذين يزرعون هناك كأنهم زرعوه (خلسة أو بحياء)..حفنة أفدنة متناثرة، إنتاجها بالكاد يكفي قوت عام المزارع، وقد لا يكفي..والأسواق هناك تستجلب خضرها وفاكهتها من أسواق الخرطوم، وجفت البساتين والحدائق التي كانت وافرة الثمار (قبل كهرباء السد).. وعندما تسألهم عن السبب لاتجد من الردود غير ( الناس مشت الدهب) أو ( الناس هاجرت و نزحت )..ونسبة الفقر بالشمالية لم تراوح مكانها، وتقترب إلى ( 40%)، رغم الأرض والنيل وكهرباء مروي التي ساهمت في متابعة المسلسلات والدروي الإنجليزي بدلا عن المساهمة في ( الزرع و الضرع) .. ولاية لم تستغل كل تيارها الكهربائي كما يجب، فهل تستغل نسبة ال (2%)..؟؟
:: فالشمالية تختلف عن دارفور وشرق السودان بحيث بها كل عوامل نهضة السودان، وليست الشمالية وحدها.. الأمن، المجتمع المستقر، المياه، الكهرباء، المناخ، الأرض، الجزر، الآثار، الطرق، الجسور، المطارات، و..و..و..لا ينقصها غير( زول وجيع)، بحيث يكون والياً عليها ويصنع من كل تلك العوامل النهضة المنشودة.. تاريخياً، حظ الشمالية من الولاة الملهمين – كما قال جماع – كدقيق فوق شوك نثروه / ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه/ صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه / إن من أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه؟.. فالقيادة المُلهمة، وليست الصناديق الوهمية، هي التي تنهض بالمجتمعات.. !!


تعليق واحد

  1. ياخي ينصر دينك ،،، الطاهر ساتي الله يفتح عليك دنيا وآخرة ..! المقال من حوالي شهر استغربت جدا ان لم اجد حتى تعليق واحد من واحد ( وجيع ) من اولاد الشمالية ،، امثالك يا الطاهر هم من نفخر بهم في الولاية الشمالية ،، بلد افقر الولايات في السودان ـ صحيح ان لم ياتي والياً وجيع وهميم سوف تقبع الولاية في فقرها الى ان يشاء الله ،، نرفع الصوت عالياً اغيثوااا الشمالية من فقرها ، مدوا لها يد العون اقيموا المؤتمرات واليبدا نفير نهضة الشمالية الان قبل غدا ثم اسالوا بعدها عن سلة غذاء العالم