رأي ومقالات

حقيقة الصراع في السودان (1)


> حتى تكون الصورة واضحة لما يجري من تطورات داخل الساحة السياسية السودانية، وما يلحق بها من صراع عسكري تخوضه الحركة الشعبية وبعض حركات دارفور الرافضة للتفاوض والحل السياسي في أزمة دارفور، لابد أن نعيد رسم المشهد السياسي وفق معطياته لنصل بكل ذلك الى الحقيقة التي أراها غائبة أو مغيبة عن فئات مقدرة من عامة الشعب وعلى هذا التضليل المقصود تُنسج المؤامرات لفرض ما يعرف بـ «السودان الجديد». > لن تستطيع القوى السياسية السودانية ممثلة في حزب الأمة القومي والمؤتمر السوداني وغيرهما من الأحزاب المنضوية تحت لواء نداء السودان ــ عدا الحزب الشيوعي الذي يصنف مع قوى المؤامرة العنصرية أو ما يعرف تحت الطاولة بـ «قوى السودان الجديد»، لن تستطيع تلك الأحزاب المسكينة «أمة وغيره» حماية مكتسبات الوطن وضمان الوصول الى نظام ديمقراطي بدلاً من نظام عنصري شيوعي ما بعد الإنقاذ إن أفلحوا في إزاحتها من سدة الحكم. > المعروض من حلول للأزمة السياسية السودانية وللنزاعات في دارفور والمنطقتين نراه مشجعاً لمن يريد حلاً للأزمة السودانية والتوافق والتراضي الوطني عبر الحوار في المسألة السياسية والتفاوض مع حملة السلاح، ولكن الحركة الشعبية تحديداً لا تريد ذلك وليس لديها الإرادة السياسية لإنجاز ذلك وهي حتى اللحظة عاجزة عن فك ارتباطها بالحركة الشعبية الأم وبالجيش الشعبي في جنوب السودان. > الحزب الشيوعي السوداني يعلم تمام العلم أن مستقبله السياسي مربوط بالحركة الشعبية وقد أدرك ذلك جيداً بعد النتائج المخيبة التي حصل عليها في انتخابات العام 1986م ولم ينل فيها غير مقعدين في الجمعية التأسيسية، ومنذ ذلك التاريخ بدأ يدفع بكوادره الى الحركة الشعبية لبناء هذه العلاقة التي هو عليها الآن بقيادة ياسر عرمان الذي ستؤول إليه قيادة الحزب حال نجاحهم مع الحركة الشعبية في الوصول الى السلطة وتوحيد شطري السودان من جديد، وبداية مرحلة جديدة من تاريخ السودان تعرف بـ «السودان الجديد»، وهي في الحقيقة دولة عنصرية شيوعية أفريقية بالكامل، وستكون الأشرس والأعنف في تاريخ السودان قديمه وجديده ليس على خصومها السياسيين فقط، وإنما على كل ما هو عربي ومسلم.. وقتها سيكون السيد الصادق المهدي أول ضحايا هذا الحلف القذر. > المشكلة عند هذا الحلف القذر ليست الإنقاذ في حد ذاتها وإنما المشكلة الحقيقية التي تعيق مشروعهم هي الهوية السودانية بوضعها الحالي، ولهذا قاتلوا الحكومة الديمقراطية «حكومة السيد الصادق المهدي» وكانت المدن والحاميات تتساقط مثل ورق الشجر حتى بلغوا تخوم كوستي، وكان عرمان وكل كادر الحزب الشيوعي في الغابة يقاتلون في صفوف التمرد. > لو كان هدفهم الديمقراطية لنفضوا أيديهم من التمرد لحظة زوال الحكم العسكري في (85) ولكن معظمهم تمرد في الفترة الديمقراطية، وقاتلوا القوات المسلحة وفتحوا الجبهات في الغرب والشرق واستخدموا القوى السياسية السودانية الشمالية من خلال التجمع الديمقراطي في مشروعهم العسكري العنصري الأفريقي العلماني، الذي يقوم على الشراكة الإستراتيجية بين الحركة الشعبية والحزب الشيوعي. > غباء أحزاب كبيرة في وزن حزب الأمة القومي وبعض التيارات الفجائية مثل المؤتمر السوداني يجعل منها مجرد أدوات لمشروع الشيوعيين والحركة الشعبية دون أن يتعظوا من تجربتهم السابقة مع الحركة الشعبية، وقد استخدمتهم ورمتهم على قارعة الطريق عند توقيعها على السلام وهي تعود لتستخدمهم بذات الطريقة من جديد، ولكن هذه المرة للهدف الكبير ــ السودان الجديد بحق وحقيقة الذي لا وجود فيه لأي قوى رجعية حسبما يزعمون… نواصل.

الشاذلي حامد المادح

الانتباهة