نور الدين مدني

لماذا.. ولماذا .. ولماذا ؟


*سألني صديقي باندهاش لا أعرف سببه : لماذا هذا الاهتمام بشأن جنوب السودان الذي حسم أهله أمره ؟‘ والأغرب من ذلك سؤاله لي : لماذا تتعب نفسك و”توجع راسك” وأنت في هذه القارة النائية بما يجري في دارفور ؟ !!.

*الإعلامي صالح السقاف سألني أيضا في اللقاء الإذاعي الذي بث في إذاعة SBS الأسترالية عن سر حرصي على متابعة الشأن السوداني‘ لذلك كان لابد من الإجابة على هذه الاسئلة المتداخلة.

*أبدأ إجابتي بتأكيد إيماني بوحدة السودان التليد‘ وأن ما حدث عقب الاستفتاء حول مصير جنوب السودان أثر سلباً على دولتي السودان‘ وما زالت تدعياته تهدد السلام والاستقرار في البلدين.

*قبل ذلك وفوق كل ذلك فإن أمر السلام يتصدر قائمة اهتماماتي ويزداد اقتناعي كل يوم بان كل المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية في السودان ناجمة ومتفاقمة من استمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة .

* هذا يقود إلى اهتمامي الزائد بما يجري في دارفور – التي أحب – لأنها الأكثر تضرراً من استمرار الخلافات والنزاعات المسلحة‘ لذلك تابعت أيضاً المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه مفوضية الاستفتاء الإداري نتائجه.

*أضيف هنا أنه ليس فقط ملامح أعضاء المفوضية لم تحمل أي دهشة كما قال محمد محمود في تقريره لـ” السوداني” الذي نشر أمس‘ فقد شاركتهم عدم الاندهاش من نتيجة الاستفتاء التي كانت معروفة مسبقاً‘ لكن الذي أدهشني حقاً هو غياب التجاني السيسي وأبوقردة معاً عن هذا المحفل الدارفوري.

*أعادت النسبة المئوية التي فاز بها خيار “الولايات” على خيار” الإقليم” إلى أذهاننا نتائج الإنتخابات الرئاسية المعهودة في بلدان عالمنا‘ بل تفوقت عليها حيث جاءت بنسبة ٩٧‘٧٣٪ من أصوات المقترعين.

*لن أتعرض لنتيجة هذا الاستفتاء الإداري التي كنا نتوقعها مسبقاً‘ لكنني سأنتقل إلى موضوع آخر ليس بعيداً عن الهم السوداني الدارفوري عبر ما كتبه السفير خالد موسى بعدد أمس.

*كتب خالد موسى تحت عنوان”خطورة الارتباط العضوي بين الاقتصاد والحرب .. نيالا نموذجاً” مقالاً أورد فيه نتيجة دراسة بحثية أجراها ثلاثة من الباحثين الامريكيين حول أثر نمو الحواضر والمدن تحت ظروف الصراع متخذين نيالا نموذجا.

* خلصت الدراسة البحثية إلى أن اتساع المدن جغرافياً وديمغرافياً وارتفاع أسعار العقارات وسط المدن أدى لنزوح المواطنين إلى الاطراف.. ولم يقل إلى معسكرات النزوح ولا إلى اللجوء للخارج.

*يكفي التحذير الذي اختتم به السفير خالد موسى مقاله وهو يشير إلى خطورة الارتباط العضوي بين النمو الحضري والعمراني وبين استدامة وبقاء النزاعات المسلحة التي مازالت تلقي بظلالها السالبة على مستقبل السلام في دارفور وفي السودان .