شكراً فجر السعيد
أوشكنا في ظل تفشي عمليات (العقوق الوطني) لدرجة التمرد ورفع السلاح في وجه الوطن!! وأمواج الهجرات التي تدفقت إلى الخارج.. وبعض الهتافات السالبة في الوسائط التي لا تخضع لأي معيار مهني وﻻ أخلاقي.. في ظل ذلك التشفي والتلظي والتجني والتجزئ.. أوشكنا أن نقيم على وطننا ووطنيتنا مأتما وعويلا!!.
حتى بعثت العناية الإلهية لنا بامرأة كويتية تدعى فجر.. لنتبين لحظتها الخيط الأبيض من الأسود من فجر حقيقة الوطن !!
لنستيقظ على عشرات القصائد الرصينة ومئات المقالات المقاتلة الحصينة التي تثور وتزأر وتذود عن وطن الجدود!!.. هل كنا نحتاج إلى هذه الدرجة اللئيمة من الاستفزاز لنتحسس وطننا وندرك لحظتها أننا ننتمي إلى وطن يستحق الأناشيد والدماء والثأر؟ !!
* شكرا فجر.. فلو أننا أقمنا مئات المسابقات ذات الجوائز الثمينة لما وصلنا إلى هذه الدرجة من المشاركات والمساهمات الوطنية الكثيفة !!
* حتى متعجل الشعر وفطير المقالات تصبح له في هذه الحالة قيمة وطنية باهظة جدا، إذ أن المهم في هذه الحالة هو المشاركة والتعبير بما تملك وتجود قريحتك.. فأنت بخير ووطنك بألف خير ما دمت تهرع إلى التعبير والمشاركة الوطنية!!، والصدق والبكاء والدموع والشموع التي أوقدت على حين لحظة وطنية عالية الطهر والنيل والصدق !!
* هنالك فرية أنتجت ووزعت في دولة صديقة لدودة، هي أنهم يحبون بلدهم ونحن في المقابل لا نملك إلا العقوق والنكران لوطن الجدود!! وقد أثبتت الأيام أن بعضهم يعرضون أجزاء عزيزة من بلدهم في أسواق النخاسة والسياسة!!. وأثبتت الأحداث والوقائع كذلك أن وطننا لم يكن في يوم من الأيام معروضا للبيع!!.. ويذكر التاريخ أن بعضهم ﻻ زال يحافظ على معادلة أن لنا أجرا إن فعلنا!!
* أحتاج للمرة الثانية أن أستدعي نداء الزعيم الشيوعي ستالين عبر المذياع، والنازيون يتسورون موسكو.. يا أيتها الجماهير دافعي عن وطن بوشكين وتولستوي!!.. والشيء بالشيء يذكر.. والنداء بالنداء يقرن.. يجدر بنا في المقابل أن نتداعى للدفاع عن وطن الأزهري والمحجوب وزروق.. وطن التيجاني وجماع والفيتوري.. وطن النيل والشمس والصحراء.. وطن شلاتين وحلايب وسواكن بوابة التاريخ !!
* ﻻ تحسبوه شرا لكم.. ما قامت به السعيد.. بل هو الخير كله هذا الذي فجر آلاف القصائد وخلف ملايين الانفعالات الصادقة.. وأثبت للعالم إن وطنيتنا قد تفجرت بسبع درجات بمقياس ريختر.. وسبعمائة مرة بمقامات وحسابات حضور وطن النجوم.. وطن النجوم انا هنا متي بدأت في الأفق فجر جديدة !!
* شكرا فجر السعيد.. فكنت السبب من حيث ﻻ تدري في تفجير هذه الروح الوطنية الهائلة.. والتي ما كنا مفجريها لوﻻ هذا القدر من الفجور الذي مارسته على حين نزوة عابرة.. لكنها لم تعبر هنا إلا عبر مداد الدم والدمع والشجون !!
* مخرج أخير.. وطن الجدود.. أريتك تبقى طيب أنت.. أنا البي كلو هين.
* تصبحون على خير .