حملَ حقيبته وصعدَ الى الباص… فحلت المصيبة على العائلة
لم يصل الطفل خالد الى منزله يوم الثلاثاء الماضي، أمتار قليلة فصلته عن أحضان والدته وضحكة شقيقته الصغيرة التي تنتظره، أخرج رأسه من باص المدرسة فكتب عن غير قصد نهايته، أراد أن يفرح بوصوله الى البيت لكن الموت منعه من أن يكمل طريقه، خطفه ورحل، تاركاً غصة في قلب عائلته التي صدمت لهول ما حصل.
في حي من أحياء حارة الزعرور السقي في سير الضنية وقعت الفاجعة، “كان الباص في شارع منزل العائلة الضيق جداً، أخرج خالد رأسه من النافذة فاصطدم بحائط درج، وقع على الأرض وتوفي على الفور”، بحسب ما قاله الوالد المفجوع محمد موسى لـ”النهار” والذي أرجع الأمر الى القضاء والقدر من دون أن يحمل السائق أية مسوؤلية ومن دون أن يرفع دعوى قضائية”، ولفت الى ان ” الباص خاص ليس تابعاً لمدرسة المشاعل التي كان خالد في احد صفوف الروضة ثانية فيها”.
“على غير عادته”
خالد المحب للحياة انتهت حياته وهو في عمر الخمس سنوات، وقال والده “كان شعلة من النشاط، فرح الى ابعد الحدود، حيويته تعجز عن وصفها الكلمات، لكن في ذلك اليوم المشؤوم استيقظ صباحاً على غير عادته، لم يتفوه بكلمة ولم يمازح احداً، ارتدى ثيابه وحمل حقيبته ورحل، من دون ان يعود ويملأ البيت بضحكاته، ورغبته بانهاء دروسه ليبدأ ملاعبة شقيقته نور الهدى، لن يعاود السؤال عن موعد رؤية المولود الذي ننتظر ولادته عما قريب، ذهب تاركاً جرحاً لن تداويه الأيام”.
النهار