لاتترك خلفك سوى اثار قدميك
*عندما اتصل بي عباس محمد سعيد ليبلغني بدعوة الدكتور نادر عبيد للتنزه لم اكن أعرف الجهة التي سنذهب إليها ‘ حتى بعد وصولنا إلى منزل عبد اللطيف فقيري لنأخذه وجعفر محمد عبدالله لم يكونا يعرفان وجهتنا.
* الدكتور نادرعبيد إنتهز فرصة عطلة يوم الأنزاك في أستراليا الذي يحيون فيه ذكرى معركة “قالوبولي” في تركيا ليدعونا لتمضية وقت جميل في محمية طبيعية ليست بعيدة عن منزله.
حملنا جميعاً بعربته لنصل إلى طريق جبلي معبد ونحن نهبط بضع كيلومترات وكأننا نتجه نحو قبو‘ ذكرني المشهد طريق الخرطوم – بورتسودان البري الذي يمر بطريق جبلي أشبه بهذا الطريق .. إلى ان وصلنا إلى محمية كورنيقاي الطبيعية Ku – ring – Gai National Park في سدني.
*وجدنا الكثير من الأسر سبقتنا إلى هناك وبعضهم يصحب يخوت صغيرة مقطورة بعرباتهم لينزلوا بها في نهرHawksburry‘ وهناك أماكن معدة للزوار ومواقف لعرباتهم داخل المحمية.
*لم أصدق دعوة الدكتور نادر لنا للذهاب معه سيراً على الأقدام على الطريق بين النهروالغابةMountKuringGai Walking track وهو لايكاد يتسع لإثنين‘ تحرص الأسر ومعها الصغار على السير فيه وهو طريق طويل‘ لكننا اكتفينا بالسير مسافة صغيرة إستعنا فيها بأفرع شجر كانت ملقاة في الطريق.
*هذه المحمية التي تقع في ولاية نيوثاوس ويلز تبلغ مساحتها ١٤,٩٧٧ هكتار وهي واحدة من محميات كثيرة في سدني‘ وكلها تعتبر من التراث الحضاري لاستراليا‘ لذلك تخضع لتعليمات مشددة لحمايتها من القطع الجائرأو التعرض للحيوانات والطيور الموجودة بها.
*هناك مقولة معتمدة لدى زوار هذه المحميات مفادها أنه يمكنه فقط “أخذ” الصور التذكارية لكن ليس مسموحاً له بأخذ أي شئ اخر منها‘ وعلى الزائر تمام المحافظة على سلامة المحمية بحيث لا “يترك” خلفه عند مغادرته لها سوى اثار قدميه.
*تم تصوير مسلسل Skippy the BushKangaro في هذه المحمية وهي تحتوي على أكثر من 800 موقع للأعمال الفنية من رسم ونحت وأشكال صخرية موجودة على إمتداد الطريق الذي يشقها.
*إستمتعنا بالمناظر الطبيعية الجميلة ومشاهدة اليخوت التي كانت تمخر في النهر‘إضافة لقضاء نهار مختلف في بيئة صحية نقية بعيدة عن زحام المدينة وصخبها وضجيجها وأبخرة عوادم عرباتها.
*رغم صعوبة الإتصال الهاتفي في الطريق الذي سلكناه خاصة في بعض المناطق التي ” تطش” فيها الشبكة‘ حرص دكتور نادر على مهاتفة عباس ممازحاً بأنني لم أستطع مواصلة السير رغم أنني واصلت معهم السير حتى عدنا بعد أن أوشكت شمس ذلك اليوم على المغيب.
*لاأدري لماذا تذكرت طيبة الذكر حديقة الحيوانات بالخرطوم التي كانت متنفساً صحياً للأسر حيث كنا نحرص على تمضية ساعات من أيام العطلات مع صغارنا وهم يستمتعون بمشاهدة الحيوانات التي كانت موجودة بالحديقة قبل أن تزال لصالح غابات الخرطوم الأسمنتية.