نور الدين مدني

هذا كلام للناس


*لم أكن أود الكتابة عن أمر إيقافي من “السوداني” رغم أنني أصبحت منذ فترة مجرد كاتب عمود‘ حرصت على الإستمرار في كتابته دون اعتبار للعائد المادي المتواضع مقارنة بمايدفع لبعض كتاب الأعمدة الاخرين.
*بهذه المناسبة لابد أن أذكر هنا أنني لم أربط طوال فترة عملي بالصحف بالعائد المادي خاصة وأنني دخلت في عالم الصحافة من بوابة الخدمة المدنية حيث كنت أعمل باحثاً إجتماعياً في درجة وظيفية DS عندما كانت الخدمة المدنية في عصرها الذهبي.
* تدرجت في العمل الصحفي بمختلف أقسام التحرير حيث عملت محرراً بقسم الاخبار ثم سكرتير تحرير إلى أن تبوأت منصب رئاسة التحرير في عدد من الصحف‘ كما عملت مديراً لمكتب صحيفة ” الخليج” الإماراتية بالخرطوم‘ لكنني لك أكن أنظر لعملي في الصحافة كوظيفة للكسب المالي.
* كتبت عمود “كلام الناس” بعد فترة طويلة من العمل في بلاط صاحبة الجلالة” الصحافة” وحاولت على قدري توظيفه لخدمة قضايا الناس رغم الظروف القاهرة المحيطة بالصحافة السودانية.
*ظللت حريصاً على الموضوعية و المهنية عند تناولي لمختلف الموضوعات والقضايا العامة‘ ومع ذلك لم أسلم من التصنيف‘ كما لم يسلم “كلام الناس” من التدخلات إبتداء بحزف بعض فقراته وليس إنتهاء بحظره من النشر.
*هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إيقافي من العمل في “السوداني” ففي المرة الأولى صدر قرار الإيقاف مع كوكبة من الصحفيات والصحفيين في مقدمتهم محجوب عروة مؤسسها ورئيس تحريرها الأسبق .. كنت وقتها قد ركبت طائرة العودة من أستراليا للسودان.
*هذه المرة وصلني خطاب الإيقاف من المدير العام لدار السوداني حاتم عبد الغفار‘ لكن الذي أدهشني ودفعني للكتابة في هذا الأمر ما ذكره رئيس تحرير السوداني ضياء الدين بلال من أنني توقفت عن الكتابة رغم علمه بأنني لم اتوقف عن الكتابة إلى أن إستلمت خطاب الإيقاف .. وأن اخر عمود نشر لي أمس الأحد في السوداني!!.
*في المرة السابقة كتبت “كلام الناس” بعنوان فضاءات الله واسعة ولم أتوقف عن الكتابة‘ وفي هذه إكتفيت بإشارة توضيحية في الفيس بوك خاصة للذين يتابعون ” كلام الناس”‘ وانتهز هذه الفرصة كي أشكر جميع الذين أحاطوني بكل هذا الحب والتقدير من زملاء المهنة في السوداني وفي الصحف الأخرى وعموم الذين كتبوا مؤازرين ومشجعين لي على الإستمرار.
*أسأل الله عز وجل أن يوفقني كي أكون عند حسن ظنهم وقد تحررت من القيود التي كنت أكتب فيها مراعاة لظروف الصحافة التي أعرفها وعايشتها وتصديت لها مباشرة‘ وفي مواجهة علنية مع بعض أولى الأمر منهم‘ وكلها محفوظة ومعروفة وموثقة.
*فقط قد اخذ إستراحة قصيرة – كنت في أمس الحاجة إليها – رغم إيماني بمسؤولية القلم في هذه الأيام العصيبة التي لاتحتمل الإنزواء تحت أي سبب من الأسباب.
* إلى أن ألتقي معكم في هذا الفضاء الرحيب أسأل الله عز وجل أن يجنبكم وكل أهل السودان الشرور والفتن ما ظهر منها ومابطن وأن يوفقني ما استطعت لحمل شرف الكلمة ونصرة الحق لكم ومعكم وبكم.